آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تفسير الآية الكريمة "ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- تفسير الآية الكريمة "ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"

الأزهر الشريف
القاهرة-اليمن اليوم

يتناول علماء مركز الفتوى بالأزهر الشريف، معني الإسراف، من خلال تفسير قول الحق سبحانه "وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين"{الأعراف: آية 31}.

الإسراف هو مطلق المجاوزة للحدّ، والنهي القرآني عن السرف، يصحبهُ هذا التّحذير للمسلم من أن ينطبق عليه وصف فئام من الخلق لا يحبّهم الله، لهو من أوسع المعاني، وأعمها خيرًا، وأعودها فائدةً على الفرد والجماعة، وفيه صونٌ لحقوق الرّوح والجسد، إنّ كلا طرفي الأمور ذميم، والوسط هو المحببُ والمرضيّ عند الله؛ لأجل ذلك مدحَ هذه الأمة بقوله: "وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطا" {البقرة: 143}، وفي الحديث الشّريف :"كلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ".

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ –رضي الله عنه -: "كُلْ مَا شِئْتَ، وَالبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، أَوْ مَخِيلَةٌ"، إن الوسط مفهوم يتّسع كما أوردنا آنفًا ليشمل حقوق الروح والجسد، والفرد والجماعة، وهو فضيلةٌ بين رذيلتين، فقد حاد عن الوسط ومال إلى الشطط من تجاوز الحدود التي حدّها الشارع بالعصيان والبغي، كذا من خالف سنن الفطرة، وحمل نفسه على مشقةٍ وعنتٍ ما أنزل الله بهما من سلطان، حاد عن الوسط من تجبّر على خلق الله وتكبر عليهم، سواءً بسواءٍ من أذلّ أنفه وأرغمها ضعةً، ولم يحفظ وسط النّفس هنا من الكرامة، حاد عن الوسط من أسرف في مشربه ومأكله، وبالغ في الشبع، وعرض نفسه للتخمة، وكذا من واصل الصيام، وحرّم على نفسه الطيبات التي أحلها الله، ومثل ما نهى الشارع عن مجاوزة الحدّ إسرافًا أو تقتيرًا في حقّ النفس، فقال سبحانه: "وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا"{ الإسراء: آية 29}.

نهى كذلك عن الأمر ذاته في أبواب النفقة والبذل على الآخر، فقال سبحانه: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا" {الفرقان: آية 67} وعلى الجملة؛ فإنّ عاقبة السرف وخيمة المآل، تُذلّ بعد عزّ، وتفقر بعد غنى، وتهوي بصاحبها في المهلكة والعياذ بالله، إنْ هوَ أسرفَ في العصيان، وكم أفضى التّوسع في المباحات إلى طرق باب المحرمات، ثم إلفها، وصعوبة الانفكاكِ عنها، ومن أوتي القصد في أمره كلّه فقد أوتي من فقه النّفس أوفر النّصيب.

نقلًا عن  "بوابة الأهرام"يتناول علماء مركز الفتوى بالأزهر الشريف، معني الإسراف، من خلال تفسير قول الحق سبحانه "وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين"{الأعراف: آية 31}.

الإسراف هو مطلق المجاوزة للحدّ، والنهي القرآني عن السرف، يصحبهُ هذا التّحذير للمسلم من أن ينطبق عليه وصف فئام من الخلق لا يحبّهم الله، لهو من أوسع المعاني، وأعمها خيرًا، وأعودها فائدةً على الفرد والجماعة، وفيه صونٌ لحقوق الرّوح والجسد، إنّ كلا طرفي الأمور ذميم، والوسط هو المحببُ والمرضيّ عند الله؛ لأجل ذلك مدحَ هذه الأمة بقوله: "وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطا" {البقرة: 143}، وفي الحديث الشّريف :"كلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ".

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ –رضي الله عنه -: "كُلْ مَا شِئْتَ، وَالبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، أَوْ مَخِيلَةٌ"، إن الوسط مفهوم يتّسع كما أوردنا آنفًا ليشمل حقوق الروح والجسد، والفرد والجماعة، وهو فضيلةٌ بين رذيلتين، فقد حاد عن الوسط ومال إلى الشطط من تجاوز الحدود التي حدّها الشارع بالعصيان والبغي، كذا من خالف سنن الفطرة، وحمل نفسه على مشقةٍ وعنتٍ ما أنزل الله بهما من سلطان، حاد عن الوسط من تجبّر على خلق الله وتكبر عليهم، سواءً بسواءٍ من أذلّ أنفه وأرغمها ضعةً، ولم يحفظ وسط النّفس هنا من الكرامة، حاد عن الوسط من أسرف في مشربه ومأكله، وبالغ في الشبع، وعرض نفسه للتخمة، وكذا من واصل الصيام، وحرّم على نفسه الطيبات التي أحلها الله، ومثل ما نهى الشارع عن مجاوزة الحدّ إسرافًا أو تقتيرًا في حقّ النفس، فقال سبحانه: "وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا"{ الإسراء: آية 29}.

نهى كذلك عن الأمر ذاته في أبواب النفقة والبذل على الآخر، فقال سبحانه: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا" {الفرقان: آية 67} وعلى الجملة؛ فإنّ عاقبة السرف وخيمة المآل، تُذلّ بعد عزّ، وتفقر بعد غنى، وتهوي بصاحبها في المهلكة والعياذ بالله، إنْ هوَ أسرفَ في العصيان، وكم أفضى التّوسع في المباحات إلى طرق باب المحرمات، ثم إلفها، وصعوبة الانفكاكِ عنها، ومن أوتي القصد في أمره كلّه فقد أوتي من فقه النّفس أوفر النّصيب.
نقلًا عن  "بوابة الأهرام"

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفسير الآية الكريمة ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين تفسير الآية الكريمة ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين



GMT 10:37 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

حُكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

GMT 22:19 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قصة نبي الله ابراهيم عليه السلام ابو الانبياء

GMT 22:39 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الإفتاء المصرية توضح حكم اتفاق الزوجين على عدم الإنجاب

GMT 21:44 2018 الثلاثاء ,21 آب / أغسطس

لا تيأس من شيء ودع الخالق يجبُر كسرَ قلب

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 23:05 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

نُجوم الفن يحتفلون بِعيد مِيلاد الفنانة "نادية لطفي"

GMT 22:06 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

سلطة المعكرونة مع الفيتا والحمص

GMT 11:21 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

أهم وأبرز اهتمامات الصحف اللبنانية السبت

GMT 06:17 2017 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

أفكار لتحديد نوع ملابس العمل بأسلوب سهل

GMT 20:50 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

الأسطورة جون سينا يستعد بقوة للعودة إلى حلبات المصارعة

GMT 06:58 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

أجيال

GMT 16:20 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

رحيل "ناقد العقل العربي" جورج طرابيشي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon