آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

قوة الإشاعة: الغموض ضرب الأهمية

اليمن اليوم-

قوة الإشاعة الغموض ضرب الأهمية

بقلم - محمد داودية

وصلتني على "واتساب"رسالة من رجل وازن ناضج رزين، تتحدث عن أسباب مختلقة لا تصدق لإحالة أصحاب السمو الملكي أمرائنا الأعزاء فيصل وعلي وطلال على التقاعد؛ أرسلت ردًا للرجل فوريًا قلت له فيه متعجبًا "وهل تصدق هذه الإشاعة البالغة الهشاشة، التي تُفصِح عن تلفيقها وتفضح ملفقها؟!

افرحتني ابنتي النبيهة رند التي كانت أكثر وعيًا وأشد ثقة بي؛ فقد أرسلت لي رسالة على تسألني: بابا! هل هذا الخبر صحيح؟!، كان سؤالها سؤال من تشك في صحة الخبر، وسؤال المتروية التي لا تسارع الى إعادة إرسال الإشاعة والمساهمة في نشر الكذب والدجل والظلم والافتراء الذي فيها، وسؤال الاستنارة بمن تثق أنه لا يغشها ولا يخدعها.

ليست المشكلة مع ملفقي الإشاعات وصانعي الخِدع والغارفين من الأوهام والممعنين في القبضيات والأعطيات، ولا حتى مع الجهات التي تضع الكلام في افواههم وتضع الأحبار في أقلامهم وتضع الدراهم والشيكلات في حساباتهم السرية.

فنحن دولة لها أعداء وكارهون وحاسدون ولنا مغتاظون من نجاح ملكنا في ملفات كثيرة، أخرها ملف الدفاع عن هوية القدس العربية وعن حقوق شعب فلسطين العربي في دولة مستقلة متصلة عاصمتها الأبدية القدس، مشكلتنا فينا ومعنا. نحن النخبة والقيادات الإعلامية والفكرية والسياسية والثقافية التي تصدق الإشاعات حينًا، وتنطلي عليها حينًا آخر. أو هي لا تصدقها وتكتشف سذاجتها وخواءها، فتصمت ولا تنبري لدحضها.

لا أتحدث هنا عن الرأي العام الذي له قدوات ينتظرها ويثق بأنها لا تغشّه ولا تخونه ولا تمضي هي الأخرى في خداعه كما تفعل الإشاعات، ولا أتحدث بالطبع عن الكتاب والسياسيين والصحافيين الذين يزدرون ويهملون الإشاعات المفرطة في السذاجة فلا يعلقون عليها ولا يهبونها قيمة لا تستحقها.

معلوم أن الإشاعة تسري كالنار في الهشيم على قاعدتي: الغموض والأهمية؛ فالإشاعة الأكثر سرعة في السريان هي تلك المتعلقة بأشخاص مهمين، والتي تتميز بالغموض الشديد، وهي حاصل ضرب الغموض بالأهمية، ويتم إسباغ الغموض على أية إشاعة بالإحالة على "علمنا من مصادرنا الخاصة"...الخ.

إن دحض الإشاعة يفضي تلقائيًا إلى نزع أية ثقة من مطلقيها، ويؤدي إلى ضرب أية مصداقية لمن يحملها ويروجها، من مواقع إلكترونية وصحف وفضائيات وأشخاص؛ لأنهم يسهل خداعهم؛ ولأنهم لا يدققون؛ ولأنهم يحملون لنا أخبارًا ملفقة.

وبالطبع فإن الإشاعة لا تمضي ولا تسري دون قوة دفع محترفة، ولا تنتشر الإشاعة انتشارًا واسعًا إلا إذا ساندتها أجهزة مختصة تنتظرها وتتلقفها وتعممها؛ ويمكن معرفة أو توقع من الذي أطلق تلك الإشاعة الساذجة عندما نلاحظ من المستفيد من الإساءة إلى الأردن وإلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

لقد تحدث رب العزة جل وسما في القرآن الكريم عن الإشاعة، وتحدث جل جلاله أيضًا قبل 1439 عامًا عن مقاومة الإشاعة!! ونهى عن تداولها واعتبر ذلك أمرًا عظيمًا. فقد جاء في سورة النور:
«إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيم». صدق الله العليم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوة الإشاعة الغموض ضرب الأهمية قوة الإشاعة الغموض ضرب الأهمية



GMT 09:31 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 13:05 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

GMT 04:15 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

نحو اتفاق عالمي جديد حول الهجرة

GMT 12:39 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

الكونفدرالية من جديد

GMT 08:25 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

أعداء الثورة

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 12:33 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

جنجاة تُبيّن القاتل الحقيقي لشقيقتها سعاد حسني

GMT 19:25 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كريم وليد يتوج ببرونزية بطولة العالم للكاراتيه

GMT 07:31 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

نورا سيد تاريخٌ طويل في عالم تصميم الإكسسوارات

GMT 05:32 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" تحذر من اقتراب كويكبين عملاقين من الأرض

GMT 05:30 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

أساليب مكياج دافئة لإطلالة مُميزة في فصل الخريف
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon