آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

نهاية إرهاب المرجعيات

اليمن اليوم-

نهاية إرهاب المرجعيات

بقلم/عمرو الشوبكي

هذا عنوان نشره الكاتب السعودى يوسف الدينى، فى صحيفة الشرق الأوسط، الأسبوع الماضى، فى مقال تحت عنوان «عمر عبدالرحمن نهاية إرهاب المرجعيات».

ورغم أننى سبق أن كتبت، منذ عدة سنوات، حول نفس القضية، ووصفت التحولات التى أصابت الجماعات المتشددة بأنها انتقلت من عنف النص إلى عنف السياق، فتعبير «نهاية إرهاب المرجعيات» له أيضا دلالة لافتة، ويسير فى نفس الاتجاه.

والحقيقة أن النقاش العربى والعالمى (للباحثين والخبراء المصريين دور مهم فى تشكيله، بعيدا عن الكلام الدعائى والصريخ الفارغ)، حول قضية التعامل مع الجماعات المتشددة والعنيفة، لم يخرج عن مدرستين كبيرتين: إحداهما ترى أن المحدد الرئيسى هو النصوص الدينية والتفسيرات الفقهية المنحرفة التى تحض على الكراهية ورفض الآخر، وتفتح الباب أمام الإرهاب. والثانى يرى أن الدافع الرئيسى هو السياق السياسى والاجتماعى المحيط الذى يدفع أشخاصاً لا علاقة لهم بالدين إلى ممارسة الإرهاب.

والحقيقة أن النقاش حول من المسؤول عن الإرهاب: النص الدينى، أم السياق الاجتماعى والسياسى المحيط- هو نقاش ارتبط بالتحولات التى أصابت التيارات المتطرفة فى نصف القرن الأخير، فدوافع الإرهاب طوال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضى كانت النص الدينى، أو بالأحرى التفسير المنحرف للنص الدينى، فقد امتلكت الجماعات الجهادية مرجعية فكرية وعقائدية متكاملة تدور حول مفهوم الحاكمية لله، واعتبرت النظم القائمة هى نظم جاهلية لا تطبق أحكام الله، ولذا وجب تكفيرها وإسقاطها بالعنف، وأن مدخل أى عضو للانضمام إلى التنظيمات الجهادية الكبرى كانت تبدأ بالإيمان بمرجعية عقائدية متكاملة تستند إلى تفسير خاص للنص الإسلامى يدفع العنصر، بعد سنوات من الانخراط فى هذه التنظيمات إلى ممارسة العنف والإرهاب فى مواجهة ما كان يعتبره «النظم الكافرة» والمجتمع الجاهلى.

وقد تغير الأمر مع بدايات العقد الماضى، حين تراجع دور النص الدينى كمحدد أساسى فى عملية التجنيد لتنظيمات القاعدة ثم داعش، صحيح أنه ظل حاضرا كمبرر للقتل أو الانتحار، ولكن من يصنع الكراهية والإرهاب وتكفير المخالف لم يعد أساسا تفسيرا منحرفا للنص الدينى، يقضى التكفيرى سنوات لدراسته، مثلما فعل جهاديون القرن الماضى، إنما هو واقع طائفى فى العراق، أشعر قطاعا واسعا من السنة بالاضطهاد والتهميش، أو مظالم سياسية وطائفية وجرائم حرب، ارتكبها النظام فى سوريا، فدفعت جزءا من السنة للانضمام لداعش أو جبهة النصرة أو التواطؤ معهما، ونفس الأمر ينطبق على دواعش أوروبا الذين كانوا ضحايا سياق مجتمعى عانوا فيه التهميش والعنصرية والفشل الدراسى والمهنى.

ولذا لم يخرج شريط داعش ولا تهديداتهم للأقباط فى مصر عن هذه الموجة، فقد ركزوا على رواية سياسية تعاملوا فيها مع الأقباط، باعتبارهم ذراعا للنظام الحاكم وامتدادا لحكم السيسى، وأن استهدافهم سيتم باعتبارهم مشاركين فى القتل وبغرض إيذاء النظام الحاكم.

يقينا هى رواية مزورة، ولا علاقة لها بالواقع، فالأقباط ليسوا جماعة حاكمة، وهم أقلية دينية تعانى من نفس مشاكل المسلمين الاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى التمييز الدينى.

للأسف، البعض يصر على أن يناقش قضية داعش، مثلما كان يناقش قضية تنظيم الجهاد أو الجماعة الإسلامية، فهذا إرهاب المرجعيات الذى انتهى. أما الآن، فنحن نشهد إرهابا انتقاميا من نوع جديد، مواجهته للمرة الألف ستكون مع البيئة الحاضنة التى أفرزته (ومستمرة بكثافة أكثر فى فرزه)، وليس أساسا مع عناصره التى تحمل السلاح.

علينا أن نسأل أنفسنا: من المسؤول عن تحول مشاعر أغلب الناس فى سيناء تجاه الدولة؟ وما طبيعة الأخطاء التى حدثت طوال السنوات الثلاثة الماضية، وجعلت الشهداء يسقطون كل يوم من مدنيين أقباط ومسلمين ورجال شرطة وجيش؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية إرهاب المرجعيات نهاية إرهاب المرجعيات



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 05:05 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف علي توقعات أحوال الطقس في ذمار الخميس

GMT 15:08 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الهومنتمن اللبناني يتأهل لنصف نهائي البطولة العربية للسلة

GMT 05:10 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أفضل 10 أغذية لمكافحة السرطان

GMT 14:43 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

بيومي فؤاد في البرنامج الساخر "أشرف يقدمه أيمن

GMT 11:31 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

غريفيث يزور مسقط غدًا السبت لإنعاش المفاوضات

GMT 23:34 2017 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

بدء عرض مسلسل "الرحايا" على قناة On drama

GMT 13:20 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ريم عرنوق توقع مجموعتها القصصية "حرملك"

GMT 14:15 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

تبادل رفات ضحايا حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران

GMT 20:03 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تعرف على أحكام إخراج زكاة "عيد الفطر"

GMT 00:12 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

العثور على جثث 3جنود شرقي مدينة تعز
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon