آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

لا تستقيلوا

اليمن اليوم-

لا تستقيلوا

بقلم/عمرو الشوبكي

لوّح عدد من نواب تكتل 25- 30 بالاستقالة من مجلس النواب فى حال صدّق الرئيس على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، وهو أمر يحتاج إلى مراجعة خاصة بعد أن لعبوا دورا كبيرا فى خلق معارضة سياسية هى الأوسع فى تاريخ البرلمانات الجمهورية فى مواجهة إجراء أيده رئيس الجمهورية.

فعدد النواب الذين عارضوا اتفاقية كامب ديفيد فى عام 1979 كان 13 نائبا (هناك مصادر أخرى أشارت إلى أن عددهم كان 15 نائبا)، فى حين أن عدد النواب المعارضين لاتفاقية ترسيم الحدود بلغ هذه المرة 124 نائبا فى سابقة غير متكررة.

ورغم أنى ناقشت هذه القضية فى مقال منذ أسبوعين حمل عنوانا أكثر حيادية (الاستقالة) إلا أنى هذه المرة أصر على عنوان أكثر وضوحا: «لا تستقيلوا» وذلك لثلاثة أسباب:

الأول يتعلق بالنقاش حول الجانب الأخلاقى فى البقاء داخل مؤسسة لا تمثل الشعب ولا النواب المعارضين، وفقدت شرعيتها حتى وصفها البعض ببرلمان العار واتهموا نوابه المؤيدين بنواب العار، وغيرها من هذه المفردات.

والحقيقة أن البرلمان كمؤسسة عبر كل نظمنا الجمهورية لم يتعاطف معه الناس وربما لم يحبوه وفضلوا غالبا الرئيس عن برلمانه، ولكنهم فى نفس الوقت تعاطفوا وربما خلدوا أسماء بعض النواب رغم صورة البرلمان السلبية التى اعتبروها تابعة للسلطة التنفيذية.

فنظرية الخروج من البرلمان لأنه لا يمثلنا وأنه تنازل وفرط لا محل لها من الإعراب ولا الواقع، لأن هذه النظرة كانت سائدة طوال تاريخ البرلمان المصرى ومع ذلك لم يستقل نوابه المعارضون أو اللامعون أو المحترمون حتى أقيل بعضهم أحيانا.

أما السبب الثانى الذى يدافع به البعض عن الاستقالة فهو سحب الشرعية من النظام والبرلمان، وتمثل ردا مفحما على تنازله عن الجزر، وهنا تبدو هذه الملاحظة كأنها تتحدث عن بلد آخر غير مصر أو بالأحرى واقع سياسى لا علاقة له بالواقع المعيش.

فأى تصور أن النظام السياسى ستفرق معه استقالة 5 أو 10 نواب واهم (هذا هو العدد الأقصى الذى يمكن أن يقدم على هذه الخطوة)، فنحن فى وضع سياسى لا يجد فيه المؤيدون مكانا فى حزب حاكم مثلما كان الحال أيام الحزب الوطنى ولا فى جمعية «مستقبل» مثل التى أسسها جمال مبارك وشلته، لأن النظام لا يمتلك أى أدوات سياسية حتى يفرق معه استخدام أدوات الضغط السياسى بالاستقالة وغيرها، فالأدوات الأمنية هى المتبعة ولا يفرق معها كثيرا مؤيدون ومعارضون.

أما ثالثا فهى حسابات المكسب والخسارة، فالمؤكد أن الاستقالة لن تغير أى شىء ولن تسقط شرعية النظام، بل على العكس ستضعف من أدوات المعارضة الضعيفة من الأصل (مجال سياسى مغلق وأحزاب ضعيفة) والتى نجح تيار معتبر من النواب، وعقب جهد بطولى، فى أن يجعل قضية الجزيرتين قضية رأى عام، وأن يصل بالكتلة المعارضة إلى 124 نائبا وهو أمر لم يحدث فى قضية سياسية أخرى.

لا تستقيلوا.. لأن من انتخبوكم ووقفوا معكم على أرض الواقع ولم يثرثروا على الفضاء الإلكترونى يرفضون استقالتكم، وهؤلاء هم الغالبية العظمى من المصريين التى ستغير وستصلح بطريقتها وبأسرع مما يتصور الكثيرون، ولتحقيق ذلك تحتاجكم داخل البرلمان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تستقيلوا لا تستقيلوا



GMT 13:14 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تدخلات غير مقبولة!

GMT 21:39 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

عيون وآذان (عصابة إسرائيل ضد الجميع)

GMT 07:04 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عهد جديد

GMT 02:24 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

مجلس شيوخ بالتعيين

GMT 02:27 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الهندسة السياسية
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 11:07 2020 الخميس ,27 شباط / فبراير

وفاء الكيلاني تقدم «كتاب حياتى» فى رمضان

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:00 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات البنطلون الجينز لعام 2020

GMT 18:24 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

المدرب مونتيلا يُعلن حقيقة غياب نيانغ عن موقعة "يوفنتوس"
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon