آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

انفصال الأكراد

اليمن اليوم-

انفصال الأكراد

بقلم/عمرو الشوبكي

صوّت حوالى 93% من أكراد العراق لصالح انفصال إقليم كردستان عن الجمهورية العراقية، رغم الصعوبات الكثيرة التى مازالت تواجه الإقليم من أجل تحقيق استقلاله عما تبقى من الجسد العربى.

إن النقاش حول قضية الأقليات القومية والعرقية فى العالم العربى حديث شائك، لأنه كثيرا ما يدفع البعض لتكرار حديث المؤامرة الذى يحول المنطقة كلها إلى مفعول به ويجعلها فى صورة العاجز عن أى مقاومة أو فعل، ولو ببناء نموذج تنموى وديمقراطى فى الداخل يواجه تحديات الخارج.

يقينا الأكراد قومية أخرى غير العربية والتركية والفارسية، وليس مطلوبا أن يعيشوا قهرا تحت حكم أى قومية أخرى كما جرى لفترات طويلة، خاصة أن تاريخهم الحديث هو تاريخ صراع دائم مع كل القوميات التى حاولت أن تذيب هويتهم القومية.

صحيح أن هناك قوميات كثيرة ذابت فى قوميات أخرى، وهناك من تحولت «أقصى أمانيها» إلى الحصول على حكم ذاتى، أو احترام لغتها وخصوصيتها الثقافية فى ظل سيطرة (وحكم) قومية أخرى، بمعنى أنه لا توجد قاعدة تاريخية تقول إن كل القوميات أسست دولا مستقلة، ولا كلها ذابت فى قوميات أخرى، ويصبح من الصعب فصل العوامل الجيوسياسية عن الحق الأخلاقى فى تقرير مصير أى قومية دينية أو عرقية.

إن الدولة الكردية المستقلة وارد نجاحها فى العراق رغم الصعوبات الحالية، نظرا لضعف الدولة العراقية، ولكنه مستحيل نجاحها فى تركيا أو إيران نظرا لقوة الدولة والنظام السياسى هناك.

فالمؤكد أن استفتاء أكراد العراق مستحيل أن يقوم به أكراد تركيا أو أكراد إيران، ولكن ربما يقوم به فى المستقبل أكراد سوريا، فالأمر لا يخضع فقط لصحة الموقف الأخلاقى والقانونى بضرورة إعطاء حقوق المواطنة الكاملة للأقليات المختلفة وحقها الثقافى فى التعبير عن عاداتها وتقاليدها وتعلم لغتها، وهو ما انتزعه جزئيا معظم أكراد المنطقة، إنما أيضا لاعتبارات سياسية داخلية وخارجية كثيرة.

يقينا الأكراد قومية أخرى غير العربية، هذا واقع تاريخى وثقافى لا علاقة له بالمؤامرة، ويقينا أيضا أن من حق الأقليات القومية أن تحصل على كامل حقوقها الثقافية، أما حقوقها السياسية فهى قد تكون حكما ذاتيا كما جرى فى كردستان العراق أو انفصال كامل عن العراق كما صوت مؤخرا الأكراد، وهنا نكون انتقلنا من مساحة الحق المطلق (حق كل قومية فى التعبير عن نفسها ثقافيا ودينيا ولغويا) إلى مساحة الاجتهاد النسبى، أى الاختيار بين الحكم الذاتى أو بناء دولة مستقلة.

اعتراض الكثيرون على انفصال الأكراد لا يرجع لأنهم جزء من مؤامرة صهيونية فى خصر الأمة العربية، وغيره من الكلام الفارغ الذى يسىء لنا كعرب أكثر مما يسىء للأكراد، إنما بسبب توقيت الانفصال الذى يستغل ضعف الدولة العراقية، كما أنه يضم أقاليم متنازع عليها مثل كركوك والموصل، ويدفع أطرافا غير عربية- أى تركيا وإيران- لمزيد من التدخل فى الصراع الدائر فى العراق.

علينا أن نقر بمبدأ حق تقرير المصير للأكراد وليس المؤامرة، ولكن الشكل السياسى لهذا التقرير لا يعنى بالحتم والضرورة، وكما علمتنا تجارب التاريخ أن يكون نهايته دولة مستقلة، فالاتحاد الفيدرالى بين قوميات متعددة خيار أيضا ضمن خيارات أخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفصال الأكراد انفصال الأكراد



GMT 06:09 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

درس لمن يعتبر

GMT 06:08 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

هل تقوم الدولة الكردية ؟!

GMT 06:10 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الأكراد !
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 14:49 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل القفاطين التي يصلح ارتادؤها في كل المناسبات

GMT 01:43 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

وفاة الصحافي مصطفى ناصر بعد صراع مع المرض

GMT 16:04 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

قصي الخولي يرد على انتقاد محمد عبده له

GMT 08:33 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

ترانيم صمّاء

GMT 13:37 2019 الخميس ,28 آذار/ مارس

هاني مظهر

GMT 13:17 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسري يلتقي وزير الدولة الأسباني للشؤون الصحية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon