آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

خطب الجمعة.. والمواطنة

اليمن اليوم-

خطب الجمعة والمواطنة

بقلم/د. وحيد عبدالمجيد

عندما نسمع أو نقرأ ما يقوله بعض كبار المسئولين في وزارة الأوقاف عن دور المساجد عموما، وخطب الجمعة بصفة خاصة، نشعر بأننا نعيش في دولة حديثة تقوم علي المواطنة. فكثيرة هي تصريحاتهم التي يعتقد من يتأملها أن خطب الجمعة تسهم في ترسيخ مبدأ المواطنة نتيجة إشراف وزارة الأوقاف علي المساجد.

قرأت قبل أيام كلاما بهذا المعني في خبر تضمن ما قاله أحد كبار المسئولين في وزارة الأوقاف في مداخلة تليفزيونية. الكلام جميل في مجمله، ويتلخص في أن الوزارة تهيمن علي جميع مساجد الجمهورية وزواياها، ولا يمكن لخطيب أن يتجاوز, وأن الوزير وقادة الوزارة لا يغادرون مكاتبهم قبل الحادية عشرة مساء كل يوم منذ عامين, وأن الإرهابيين ينشأون في أماكن بعيدة عن المساجد والزوايا المعروفة.

وتصادف أنني اطلعتُ علي هذا التصريح قبل أن أستمع إلي خطيب مسجد كبير في شارع رئيسي من أهم شوارع الجيزة. استحضر الخطيب عدته كاملة في سعيه إلي تأكيد أن الإسلام برىء من الإرهاب الذي يقتل أبرياء. وهذه حقيقة لا تحتاج إلي تأكيد، ولا يصح أن تكون موضع تساؤل. أما ما ينبغي أن نسأل عنه فهو فهم بعض المسلمين للإسلام، وتفسيرهم له، وتفكيرهم فيه، وانعكاس هذا كله علي ما نسميه الخطاب الديني، الذي تُعد خطبة الجمعة أكثر وسائله انتشارا.

ومن يسمع هذا الخطيب يدرك حقيقة اعتداله وغضبه علي الإرهاب وإيمانه بما يقوله عن التناقض بين الإسلام والإرهابيين. ولكن عندما نتأمل المفاهيم الأساسية التي يستخدمها في حديثه عن المسيحيين، نجد أنها تتركز في الذمة والحماية والتعاهد. فهو يحث علي صون حياتهم وأموالهم وأعراضهم وفق هذه المفاهيم، وليس لأنهم مواطنون مصريون ينبغي أن تكون حقوقهم وواجباتهم علي هذا الأساس، وليس علي أي أساس اّخر.

وكان واضحاً من سياق الخطبة أن الخطيب يريد أن يعبر عن معني المواطنة، ولكن طريقة تفكيره أدت إلي معني مختلف نتيجة اعتماده علي مفهومي الذمة والتعاهد. والغريب أنه لا يعرف أن مفهوم الذمة ارتبط بظروف تاريخية لم تعد قائمة منذ فترة طويلة، وأن المسيحيين الآن مواطنون مصريون وليسوا أهل ذمة أو معاهدين يدفعون الجزية في مقابل توفير الأمن والحماية لهم!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطب الجمعة والمواطنة خطب الجمعة والمواطنة



GMT 10:10 2017 السبت ,22 تموز / يوليو

باعة الفتوى الجائلين!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 18:09 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

10 أسباب رئيسية بسيطة لحدوث الحمل غير المتوقع

GMT 04:58 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

خالد سيدو يلتقي برئيس الغرفة التجارية في عدن

GMT 20:40 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

طريقة إعداد وتحضير كيك الشوكولاته الخفيفة

GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الحارس شريف اكرامي يعلن أن مصلحة الأهلي أهم من نفسه

GMT 20:44 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

بسكوت بالرمان

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 06:08 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

معاناة الأطفال الصغار مع أمهاتهم في سجون أفغانستان

GMT 15:02 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

عاصي الحلاني يتحدث عن أعماله المقبلة في "عين"

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:19 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا تدين التصعيد المروّع للعنف في ميانمار
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon