آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ما علاقتهم بالعدالة؟

اليمن اليوم-

ما علاقتهم بالعدالة

بقلم/د. وحيد عبدالمجيد

“إن لم تستح فافعل ما شئت”. ينطبق هذا القول المأثور على كثير من العرب فى المرحلة الراهنة التى تعد الأكثر انحطاطاً ودموية فى تاريخهم الحديث. ينطبق على حكومات، كما على أحزاب وحركات سياسية واجتماعية تعبر عن مختلف الاتجاهات. وهو ينطبق على أقوالها، كما على أفعالها فى آن معاً. ولكنه يبدو أكثر انطباقا على نوعين من الأحزاب والحركات والجماعات، أحدهما دينى سياسى وسلفى، والثانى كان يسارياً اشتراكيا فيما مضى, ويزعم أنه مازال كذلك. وأول ما يجمع هذين الاتجاهين (الدينى واليسارى السابق أو الزائف) أن كلاً منهما ينتحل صفة ليس لأيهما منها نصيب. جعل المنتمون إلى الاتجاه الأول من الدين سلعة يتاجر فيها أتباعه ويحاولون بيعها إلى بسطاء يسهل خداعهم. وتمسك من كانوا يساريين فى زمن مضى بصفة فقدوها، ووصف بعضهم نفسه بها دون أن تكون له صلة بأى من مقوماتها.

ولكن الفرق بين الاتجاهين أن أحدهما (الدينى) انكشف فى أول اختبار حقيقى له بعد ثورات الربيع العربى التى كان لممارساته أثر معتبر فى إحباطها وتقديم الذرائع لخصومها عندما انقضوا عليها. أما الثانى (اليسارى سابقاً) فلم ينكشف بشكل كامل بعد لأن حجمه لم يصل فى أى وقت إلى المستوى الذى يتيح وضعه أمام اختبار حاسم فى أى من البلاد العربية التى توجد عناوين أو لافتات له فيها. ولذلك تواصل أحزاب وحركات يسارية، وسياسيون ومثقفون قريبون منها، رفع شعارات يسارية زائفة ضمن كلام كثير يدل على غياب الحياء بالمعنى المقصود فى القول المأثور السابق ذكره.

ومن أكثر هذه الشعارات شيوعاً “العدالة الاجتماعية” والدفاع عن فقراء لا يعرف من يرفعونها عن حياتهم وقضاياهم شيئاً، لأنهم انشغلوا منذ ربع قرن على الأقل بنسج علاقات تبعية بأشكال مختلفة مع نظم حكم مختلفة تتبع سياسات تؤدى إلى توسع نطاق الفقر، وزيادة حدته، وتحويل شرائح من الطبقة الوسطى إلى فقراء.

ولا تعدم هذه الأحزاب والحركات اليسارية سابقاً الذرائع للدفاع عن الاستبداد والظلم من أجل تبرير وضع نفسها فى خدمة هذه السياسات، عبر مقارنة هزلية بين السيئ والأسوأ اعتماداً على تلفيفات نظرية تظن أـنها يمكن أن تخفى الانتهازية السياسية أو تغطيها بكلام منمق ظاهره رحمة وباطنه عذاب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما علاقتهم بالعدالة ما علاقتهم بالعدالة



GMT 05:52 2017 الأحد ,09 تموز / يوليو

كنتُ شاهداً عليها
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 18:09 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

10 أسباب رئيسية بسيطة لحدوث الحمل غير المتوقع

GMT 04:58 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

خالد سيدو يلتقي برئيس الغرفة التجارية في عدن

GMT 20:40 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

طريقة إعداد وتحضير كيك الشوكولاته الخفيفة

GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الحارس شريف اكرامي يعلن أن مصلحة الأهلي أهم من نفسه

GMT 20:44 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

بسكوت بالرمان

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 06:08 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

معاناة الأطفال الصغار مع أمهاتهم في سجون أفغانستان

GMT 15:02 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

عاصي الحلاني يتحدث عن أعماله المقبلة في "عين"

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:19 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا تدين التصعيد المروّع للعنف في ميانمار
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon