آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الجنازتان المهيبتان

اليمن اليوم-

الجنازتان المهيبتان

بقلم/ د. وحيد عبدالمجيد

فى الليالى الظلماء نبحث عن ضوء، وفى الأيام السوداء نبحث عن بارقة أمل ولم تشهد منطقتنا أياماً أكثر سواداً مما نعيشه الآن، بعد أن انغمس كثير من بلدانها، وقطاعات واسعة من شعوبها, فى حروب تعصب وكراهية وعنف وإرهاب.

ولذا لا ينبغى أن يمر حدث تشييع السياسية المناضلة فاطمة إبراهيم فى السودان، والفنان المثقف عبد الحسين عبد الرضا فى الكويت، قبل أيام دون أن نلتمس منهما شيئاً من الأمل الذى ينبغى التمسك به حين نتأمل حالة منطقتنا ونفكر فى مستقبلها.

جنازتان مهيبتان يقل مثلهما هذه الأيام فى الحجم، ويندر ما يشبههما فى تنوع المشيعين واختلاف انتماءاتهم وأفكارهم، وتناقض مواقفهم، جموع غفيرة شيَّعوا الفنان الكوميدى الكبير عبد الحسين عبد الرضا تحت درجة حرارة اقتربت من الخمسين إلى مثواه الأخير فى مقبرة الصليبيخات. مشاعر إنسانية فياَّضة تعلو الانتماء المذهبى الذى مازال التطرف فيه يصب الزيت على نار حروب، ويؤَّجج صراعات، فى المنطقة. لا أثر للانتماء المذهبى فى جنازة فنان شيعى. الكويتيون، والعرب الآخرون، الذين شيَّعوا عبد الرضا يحبونه فناناً وإنساناً أياً كان مذهبه. صور الجنازة تُظهر أن اللافتات الأكثر شيوعاً هى التى كُتب فيها «نحبك». ويالها من كلمة باتت شحيحة فى عصر الكراهية والبغضاء.

لم يختلف المشهد كثيرا فى تشييع فاطمة إبراهيم فى اليوم نفسه إلى مثواها الأخير فى أم درمان، كان اليساريون الذين شيَّعوا رفيقتهم القيادية فى الحزب الشيوعى السودانى قلة وسط جموع المشَّيعين من مختلف الاتجاهات، كانت أعلام حزب الأمة بألوانها الخضراء والحمراء والسوداء، وأعلام حزب الاتحاد الديمقراطى بألوانها الخضراء والصفراء والزرقاء، ترفرف معاً إلى جانب أعلام الحزب الشيوعى الحمراء.

حضور نسائى قوى، وغير معتاد فى تقاليد الدفن فى السودان، اعترافاً بفضلها فى الدفاع عن حقوق المرأة وحريتها، الأمر الذى جعلها جديرة بأن تكون المرأة العربية الوحيدة التى رأست اتحاد النساء العالمى.

مشهدان يساعدان فى التمسك بالأمل فى الخروج من الخنادق السياسية والدينية والمذهبية والعرقية التى يتخندق فيها معظم العرب اليوم، ويتحين هذا الفريق أو ذاك منهم الفرصة للانقضاض على آخر يكرهه. فما أشدها حاجتنا إلى البحث عن أى ضوء وسط الظلام المخيم على منطقتنا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنازتان المهيبتان الجنازتان المهيبتان



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 18:09 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

10 أسباب رئيسية بسيطة لحدوث الحمل غير المتوقع

GMT 04:58 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

خالد سيدو يلتقي برئيس الغرفة التجارية في عدن

GMT 20:40 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

طريقة إعداد وتحضير كيك الشوكولاته الخفيفة

GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الحارس شريف اكرامي يعلن أن مصلحة الأهلي أهم من نفسه

GMT 20:44 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

بسكوت بالرمان

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 06:08 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

معاناة الأطفال الصغار مع أمهاتهم في سجون أفغانستان

GMT 15:02 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

عاصي الحلاني يتحدث عن أعماله المقبلة في "عين"

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:19 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا تدين التصعيد المروّع للعنف في ميانمار
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon