آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الخطأ الأول

اليمن اليوم-

الخطأ الأول

بقلم-د. وحيد عبدالمجيد

ارتكب الرئيس الفرنسى المنتخب إيمانويل ماكرون أول أخطائه ولم يمض على إعلان فوزه ساعات. اختار موسيقى نشيد الاتحاد الأوروبى لكى تُعزف خلال تقدمه إلى المنصة التى ألقى عليها خطاب النصر وصعوده إليها.

كم هى جميلة هذه الموسيقى المأخوذة من الحركة الرابعة فى سيمفونية بيتهوفن التاسعة التى وضعها عام 1823.

وكم هو رائع النشيد الذى استلهمها منه, إذ عبر مؤلفه شيلر عن معنى الترابط الانساني بوجه عام، وليس فى الإطار الأوروبى فقط.

غير أن موسيقى النشيد الأوروبى عُزفت فى غير محلها، وأعطت الانطباع الذى سعى إلى تكريسه قوميون متطرفون مثلَّتهم المرشحة مارين لوبن، وهو أن المعركة بين «الوطن الفرنسى» وأوروبا، وليست بين التسامح والتطرف. ورغم أن ماكرون غنى النشيد الوطنى «المارسيينر» مع أنصاره بعد انتهاء الخطاب، لم يتغير هذا الانطباع الذى عززَّه أسلوب بعض الشباب فى التعبير عن فرحتهم، حيث طلى بعضهم وجوههم بألوان علم الاتحاد وأعلام دوله الأساسية. كما أن الهتافات المؤيدة للاتحاد الأوروبى غطت على تلك المعبرة عن قيم الحرية والمساواة والتسامح وغيرها مما دافع عنه ماكرون فى حملته الانتخابية.

ورغم أنه كان موفقا فى توجهه إلى من لم يقترعوا لمصلحته، وتعهده بأن يفعل كل فى وسعه لإزالة أسباب غضبهم وإحباطهم، فالأرجح أن المظهر الأوروبى الصارخ فى حقل الانتصار زاد الكثير منهم غضبا.

كما نسى أن المشكلة أكبر ممن اقترعوا لمصلحة لوبن، لأن الممتنعين عن المشاركة (حوالى 25%) والمقترعين بأوراق بيضاء احتجاجية (حوالى 10%) يمثلون نسبة قياسية تنطوى على دلالة خطيرة. كما أن قسماً لا يُستهان به من هؤلاء إما غاضبون على الاتحاد الأوروبى، أو غير مرتاحين لأدائه.

ويعرف ماكرون أيضاً أن بعض من منحوه أصواتهم يؤيدون بقاء الاتحاد الأوروبى، ولكنهم يتطلعون إلى إصلاحه وإزالة الاختلالات فى أدائه. وهو يعرف ذلك لأنه تحدث خلال حملته عن ضرورة هذا الإصلاح، بل أكد أن التهاون فى تحقيقه سيجعل الدفاع عنه أصعب فى المستقبل.

والمهم هنا أن ينتبه ماكرون إلى أن إصلاح مؤسسات الاتحاد الأوروبى لابد أن يكون ضمن أولوياته القصوى وليست العادية، لكى لا تكون العواقب وخيمة فى فرنسا وغيرها من دول القارة.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطأ الأول الخطأ الأول



GMT 10:16 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إضراب فرنسا

GMT 02:29 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

تعديل العلمانية!

GMT 12:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

في فرنسا... أنا غاضب إذن أنا موجود

GMT 00:21 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

لا أحد قادر على دفع فاتورة الحرب

GMT 01:24 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

نظرية المؤامرة تظهر فى فرنسا
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 14:49 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل القفاطين التي يصلح ارتادؤها في كل المناسبات

GMT 01:43 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

وفاة الصحافي مصطفى ناصر بعد صراع مع المرض

GMT 16:04 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

قصي الخولي يرد على انتقاد محمد عبده له

GMT 08:33 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

ترانيم صمّاء

GMT 13:37 2019 الخميس ,28 آذار/ مارس

هاني مظهر

GMT 13:17 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسري يلتقي وزير الدولة الأسباني للشؤون الصحية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon