آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

حقيقة أحمد عرابى

اليمن اليوم-

حقيقة أحمد عرابى

بقلم/ د. وحيد عبدالمجيد

ليس جديدا التشكيك فى دور أحمد عرابي، وطبيعة الانتفاضة- الثورة التى شارك فى قيادتها. حدث تجهيل ممنهج لهذا الحدث الكبير طول الفترة التى حكمت فيها أسرة محمد على البلاد وبعده.

ارتبط التجهيل بتزييف واسع النطاق بهدف وصم عرابى بالخيانة، وتحويل من خانوا الوطن إلى أبطال. رواية مزيفة نُشرت على أوسع نطاق، وفُرضت على أجيال متوالية فى كتب التاريخ المدرسية.

لم يبدأ تصحيح هذه الرواية، وما ارتبط بها من وقائع فى العامين 1881-1882 إلا بعد ثورة 1952 التى انحاز قادتها إلى انتفاضة عرابى أو ثورته، بينما قللوا من شأن ثورة 1919 وسعد زغلول. غير أن انتهاء مرحلة التجهيل لم يمنع استمرار الجهل بحقيقة دور أحمد عرابى فى بعض الأوساط. والمؤلم أن يقع بعض المثقفين ضحية هذا الجهل، لأن كسلهم يمنعهم من تقصى صحة رواية مزيفة عن دور عرابى قرأها هذا أو ذاك منهم هنا أو هناك.

وفى التاريخ الحقيقى أن الاحتلال البريطانى كان جزءاً من الاستعمار الأوروبى الذى توسع فى تلك الحقبة، وتراكمت مقدماته منذ مطلع القرن التاسع عشر، إلى أن اكتملت عندما فُرضت الرقابة المالية على مصر فى سبعينيات ذلك القرن.

وفى التاريخ أيضا أن يوم 9 سبتمبر 1881 كان مشهودا، وصار مُوَّثقا فى مذكرات عدد من الشهود مثل الشيخ محمد عبده الذى سجل وقائعه بأمانة رغم خلافه مع عرابي، وروى تفاصيل المواجهة بين زعيم وطنى مصرى وخديوى استهان بالشعب وجيشه، كما بالوطن الذى أحبه جده الأكبر محمد على وانتمى إليه بروحه، وهو الذى لم يكن من أبنائه.

وفضلاً عن باحثين وكُتاَّب مصريين وثقوا أحداث ذلك اليوم، فقد كتب عنه آخرون فى بلدان عدة وكان أحدهم من شهوده، وهو السير ويلفريد بلنت فى كتابه «التاريخ السرى للاحتلال الإنجليزى لمصر».

وقليلة هى التفاصيل غير الحقيقية التى وردت فى بعض الكتابات المعاصرة، وأهمها العبارة التى وُصفت على لسان عرابى ولم يثبت أنه قالها، وهى (لقد خلقنا الله أحراراً، ولم يخلقنا تراثاً أو عقاراً، ولن نورث أو نُستعبد بعد اليوم). لم يقل عرابى هذه العبارة، ولكنه مؤدى موقفه فى حواره العاصف مع الخديوى حمل معناها بصياغات مختلفة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقيقة أحمد عرابى حقيقة أحمد عرابى



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 14:49 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل القفاطين التي يصلح ارتادؤها في كل المناسبات

GMT 01:43 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

وفاة الصحافي مصطفى ناصر بعد صراع مع المرض

GMT 16:04 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

قصي الخولي يرد على انتقاد محمد عبده له

GMT 08:33 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

ترانيم صمّاء

GMT 13:37 2019 الخميس ,28 آذار/ مارس

هاني مظهر

GMT 13:17 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسري يلتقي وزير الدولة الأسباني للشؤون الصحية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon