آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

كيف ننزعه؟

اليمن اليوم-

كيف ننزعه

بقلم/ د. وحيد عبدالمجيد

أصبح الحديث عن نزع التطرف شائعا على نطاق واسع فى منطقتنا، كما فى العالم. عشرات المؤتمرات والندوات، فضلا عن كثير من المراكز والهيئات، تحمل عنوان نزع التطرف، أو ما يدل عليه. ولكن ما يصدر عنها يبدو فى الأغلب الأعم أقرب إلى كلام أو عمل مدرسي، وربما إلى دروس محو الأمية. ويتحدث بعضها بطريقة توحى بأن كل المطلوب أن ننظف أدمغة غسلها المتطرفون بخطابهم ودعايتهم. غير أن نزع التطرف ليس عملا مدرسيا لإعادة تلقين من لُقنوا أفكارا متطرفة من قبل، ولا يمكن العثور على مسحوق لتنظيف عقول من سبق غسل أدمغتهم بأفكار غير نظيفة. نزع التطرف يحدث كنتيجة لعمل جاد يهدف إلى محاصرة ثقافة الكراهية فى المجتمعات التى وصل فيها الاحتقان إلى مستوى أدى إلى فيض من العداء المتبادل بين مكوناتها الاجتماعية والثقافية والسياسية.

الكراهية هى المرض الأساسى الذى يُنتج أعراضا متعددة ومتنوعة. وعندما تنتشر ثقافة الكراهية فى مجتمع تأخذه إلى الوراء، وتُعَّطل الطاقة الإيجابية فيه، وتُحَّول بعضها أو الكثير منها إلى طاقة سلبية تهدم ولا تبني.وتُعد ثقافة الكراهية أحد أهم التجليات السلبية لرفض الآخر حين يبلغ أعلى مبلغ، ويدفع إلى الاعتقاد فى أن الحياة تصبح أفضل دون هذا الآخر الذى يختلف عنا. ولذلك ترتبط هذه الثقافة برغبة فى التخلص من الآخر الذى نكرهه بسبب اختلافه، أى لأنه لا يشبهنا فيما نقوله أو نفعله، ولا يرتدى الثياب التى نريد تعميمها، ولا يوافق على ما نعمل من أجله، ولا يتبعنا فى أنماط حياتنا بوجه عام. ومن الطبيعى أن تكون العلاقة وثيقة بين الكراهية والتعصب بأشكاله المختلفة دينيا وطائفيا ومذهبيا وقوميا وفكريا وأيديولوجيا.

ويزداد خطر انتشار ثقافة الكراهية، وبالتالى ازدياد التطرف، حين يتدهور المستوى المهنى للإعلام، فيحمل هذه الثقافة حتى دون أن يقصد، ويُغذيها فى المجتمع، فتتحول إلى وباء تنتقل عدواه بطريقة أسرع، الأمر الذى يُهدَّد التطور الطبيعى للمجتمع، ويُقَّلص مساحات الطاقة الإيجابية فيه.

ولذلك تبدأ عملية نزع التطرف بالعمل من أجل محاصرة ثقافة الكراهية وقطاعاتها فى المجتمع، وتصحيح أداء الإعلام حين ينجرف باتجاهها بسبب انخفاض المستوى المهني, والركض وراء رفع معدلات المشاهدة بأى وسيلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ننزعه كيف ننزعه



GMT 02:27 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

صلاح.. وآفة الغرور

GMT 05:19 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

مبنى الركاب الثانى

GMT 01:22 2018 الأربعاء ,22 آب / أغسطس

ليبراليون أم ديمقراطيون؟

GMT 01:00 2018 الثلاثاء ,21 آب / أغسطس

مع الغرب.. وضده

GMT 00:29 2018 الإثنين ,20 آب / أغسطس

يوتوبيا التنمية المستقلة
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 14:53 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

مقتل مغني الراب الأميركي إكس إكس تنتيشن في فلوريدا

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر

GMT 17:23 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

7 فوائد جمالية لفاكهة الرمان

GMT 15:27 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

إطلاق أكاديمية نون العام الدراسي المقبل

GMT 14:18 2016 السبت ,09 إبريل / نيسان

طائرات هليكوبتر روسية محمية من صواريخ الكتف

GMT 00:00 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

هل العلاج النفسي مهم لصحة طفلك؟

GMT 09:38 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

نجا سعادة يطلق مجموعته للأزياء " Ready Couture"

GMT 02:22 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

تعرف على مواصفات سيارة بورش 911 كابريو الجديدة

GMT 01:22 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

الرئيس الفرنسي يعلن أن طرد80 من دعاة الحقد

GMT 12:33 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يحذر من "قنبلة" تهدد الأمن القومي في أفريقيا

GMT 02:34 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

كيكة الليمون خفيفة وشهية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon