آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ماذا حدث للغة القانون؟

اليمن اليوم-

ماذا حدث للغة القانون

بقلم - سمير عطا الله

يخضع القضاة والدبلوماسيون ورجال الشرطة ورجال الصحافة في الغرب لدورات دراسية في استخدام التعابير والمصطلحات، التي تضمن عدم مخالفة القانون وعدم الإساءة إلى الناس قبل صدور أو تأكيد أحكام قضائية. حتى القاتل يظلُّ قاتلاً مزعوماً ولو اعترف هو بجريمته، إلى أن يصدر الحكم عليه، لأن الاعتراف قد يكون قهراً أو حتى ادعاءً. وقد تعاطى زعماء الغرب وسياسيوه وصحافيوه مع قضية جمال خاشقجي، خلافاً لكل الأصول المعهودة والمتّبَعة. ولم يحسب القياديون في العواصم الكبرى أي حسابٍ للمصالح أو المشاعر أو التحالفات التي تربطهم بالمملكة منذ عقودٍ وعهود. فالواضح والثابت بين الأمم عبر التاريخ أن الرياض لم تتصرف مرةً؛ في الداخل والخارج، مثل الأنظمة العربية الأخرى. وحتى عتاة الإرهاب حاولت معهم النصح والتسامح، وشكّلت لذلك لجاناً خاصة في أنحاء البلاد. وعقدت اتفاقات أمنية مع معظم الدول المعنية بحيث يواجه الجميع معاً أي أخطار على أمن أي من الشعوب. ومع أن مثل هذه القضايا تخضع دائماً للسرية، فقد خرجت بريطانيا وفرنسا وأميركا إلى العلنية لكي تشكر الرياض على مساعداتها في حماية مواطنيها.

لكنها خرجت هذه المرة أيضاً عن إطار العلاقات الحسنة أو المستويات المقبولة من الخلاف لكي تشكل حملةً عامة، في السياسة والاقتصاد والإعلام، من دون أن يكون هناك أي ثابتٍ قضائي يبرر كل هذه اللغة التي استخدمت في إدانة الدبلوماسية السعودية ورموزها. واضح بالطبع أن أياديَ كثيرة وأموالاً طائلة قفزت فوراً إلى المشهد، بحيث تخلى الإعلام الدولي هو أيضاً عن سلوكياته الملزمة. ورأت قطر في المسألة فرصةً يمكن اختراقها وتكبير تصعيداتها، واستغلت الإثارة لكي تعيد إلى شبكاتها الإعلامية شيئاً مما فقدته في السنوات الأخيرة.

لم تعد المسألة مسألة اختفاء إعلامي سعودي بارز، بل تحوّلت إلى صراع واضح من أجل الخروج من الحصار الطويل. واللافت في الموضوع أنه فيما اندفع الإعلام الغربي في كل الاتجاهات، متجاهلاً جميع أبعاد العلاقة التاريخية مع السعودية، تصرّف الإعلام الروسي في المقابل بكل مسؤولية واحترام للأعراف المُتّبَعة. كذلك فعل الإعلام العربي في صورة عامة ما عدا الصحف القطرية التي جعلت صفحاتها وعناوينها منبراً لكل إشاعات أو كلمة قيلت في هذا الموضوع نقلاً عن الصحف التركية أو عن الصحف الأميركية والبريطانية التي تتخذ من العداء لدونالد ترمب سبباً للهجوم المستمر على حلفائه سواء في الداخل أو في الخارج.

إنها مسألةٌ شائكة بالطبع اختصرها الموقف السعودي بقوله إن الدولة حريصةٌ على أمن كل مواطن في كل مكان. وفي انتظار الوصول إلى القرار القضائي، يُحسَنُ بأهل الإعلام والسياسة في الغرب العودة إلى قوانينهم في مواجهة القضايا المشابهة.

نقلا عن الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا حدث للغة القانون ماذا حدث للغة القانون



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 14:53 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

مقتل مغني الراب الأميركي إكس إكس تنتيشن في فلوريدا

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر

GMT 17:23 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

7 فوائد جمالية لفاكهة الرمان

GMT 15:27 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

إطلاق أكاديمية نون العام الدراسي المقبل

GMT 14:18 2016 السبت ,09 إبريل / نيسان

طائرات هليكوبتر روسية محمية من صواريخ الكتف

GMT 00:00 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

هل العلاج النفسي مهم لصحة طفلك؟

GMT 09:38 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

نجا سعادة يطلق مجموعته للأزياء " Ready Couture"

GMT 02:22 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

تعرف على مواصفات سيارة بورش 911 كابريو الجديدة

GMT 01:22 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

الرئيس الفرنسي يعلن أن طرد80 من دعاة الحقد

GMT 12:33 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يحذر من "قنبلة" تهدد الأمن القومي في أفريقيا

GMT 02:34 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

كيكة الليمون خفيفة وشهية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon