آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

لندن كوطن: من حيث أتى

اليمن اليوم-

لندن كوطن من حيث أتى

بقلم - سمير عطا الله

لم يكتفِ الشبان بالعدائية السافرة، بل أسمعوا الابن وزوجته كلمات رديئة قد تليق بمدينة أخرى غير لندن. وقال له أحدهم ماذا تفعل هنا؟ ولماذا لا تذهب من حيث أتيت؟ طبعاً لم يُجِب، فهل يقول له إنه أتى من لندن، وإنه بهذا المعنى بريطاني مثل سواه، بصرف النظر عن جذوره العربية ولحيته الكثيفة؟

يوم الاستفتاء على «بريكست» كتبت هنا أن لأهل البلد أن يختاروا ما يشاءون. غير أنني في داخلي كنت أتمنى بقاء بريطانيا في أوروبا.

وكنت مقتنعاً بأنها سوف تخسر الكثير من مكانتها التاريخية والعالمية، إذا هي خرجت من القارة، وبالتالي تخلّت عن صفة الانصهار مع العالم أجمع. تذكّرت يوم كنا نقرأ عن لندن ما قبل «الحرب الكبرى» أي الحرب الأولى، عندما كانت أكبر وأعظم مدن العالم. يومها كتب هـ. ج. ويلز: «أغنى بلدة في العالم، البناء الأكبر، بلدة أعظم المصانع، المدينة الإمبراطورية - مركز الحضارة وقلب العالم».

هكذا وصفها عام 1909 عندما كانت شوارعها تكتظ بحركة السير الحديثة، وسوقها المالية تسيطر على حركة المصارف في العالم أجمع، وموانئها تدير أكبر أسطولٍ تجاري في العالم، ويوم كان المرصد الملكي على تلة غرينتش هو مقياس الوقت في هذا الكوكب، كما كانت بغداد أيام عزّها الخلفائي.

كانت ذات شقّين. الشق الغربي والشق الشرقي. الويست أند والإيست أند. الأولى معرض التألق والعمار والمسرح والأناقة وعظمة القوة الإمبراطورية بكل معانيها. وعلى بعد أمتارٍ قليلة في الضاحية الشرقية عالم من الفقر الشديد ومنازل من الطوب المكتظة بالسكان. وقد وصفها جورج غيسينغ بأنها «عالم سفلي»، وقال آخرون إنها تشبه الهاوية، أو غابة لم يصلها الإنسان بعد، أو ساحة من العتمة الكاملة.

وقال الجنرال ويليام بوث الذي قام بمهمة إنسانية هناك إنها تشبه أفريقيا الأولى التي وصلها المستكشف ستانلي في العصور الغابرة، غير أن الرئيس الأميركي هربرت هوفر قال في العشرينات إن لندن هي أفضل مكانٍ في العالم تعيش فيه، إذا كنت تملك المال الكافي لذلك.

لم تكن فقط مدينة اقتصادية تجارية في عصر إمبراطوري، بل كانت أيضاً مدينة الفنون والأدباء الذين جاءوا إليها من أنحاء الإمبراطورية وبلدان الكومنولث، ونزحوا إليها من آيرلندا والولايات المتحدة وسائر أنحاء العالم. وقال الكاتب الأميركي هنري جيمس، الذي استقر فيها عام 1876 إنها «أكبر خليطٍ بشري في العالم».

نقلا عن الشرق الأوسط 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لندن كوطن من حيث أتى لندن كوطن من حيث أتى



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 18:09 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

10 أسباب رئيسية بسيطة لحدوث الحمل غير المتوقع

GMT 04:58 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

خالد سيدو يلتقي برئيس الغرفة التجارية في عدن

GMT 20:40 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

طريقة إعداد وتحضير كيك الشوكولاته الخفيفة

GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الحارس شريف اكرامي يعلن أن مصلحة الأهلي أهم من نفسه

GMT 20:44 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

بسكوت بالرمان

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 06:08 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

معاناة الأطفال الصغار مع أمهاتهم في سجون أفغانستان

GMT 15:02 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

عاصي الحلاني يتحدث عن أعماله المقبلة في "عين"

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:19 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا تدين التصعيد المروّع للعنف في ميانمار
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon