آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

نهاية كل فهلوى

اليمن اليوم-

نهاية كل فهلوى

بقلم - عماد الدين حسين

يمكن للفهلوى أن ينجح مؤقتا.. لكن أن يستمر هذا النجاح إلى الأبد فهذا من رابع المستحيلات. 

نماذج الفهلوة منتشرة فى العديد من المجالات ويمكنك أن تصادفها فى كل مكان وزمان.

فى أماكن العمل يمكنك أن تصادف الموظف الفهلوى الذى لا يعمل مطلقا، يترك انطباعا أنه الأكثر جهدا.

فى الإعلام هذا النوع موجود بكثرة أيضا بين العديد من الصحفيين والإعلاميين. يتحدث كثيرا ويهتف بتحيا مصر عشرات المرات، وتحت هذه اللافتة يمارس كل صنوف الفهلوة والنصب والاحتيال سواء كان مؤيدا أو معارضا.

هو موجود أيضا فى عالم السياسة. وقد رأينا أمثلة كثيرة منهم فى السنوات الأخيرة، وهؤلاء ينجحون أيضا فى إقناع بعض السذج والبسطاء بأنهم سياسيون من طراز رفيع، لكن من حسن الحظ أن بعضهم سقط فى الشهور الأخيرة. هم موجودون أيضا فى الرياضة. وهذا النوع أكثر خطورة لأنه يتعامل مع ملايين المصريين المتعلقين بالرياضة عموما وكرة القدم خصوصا. ومن سوء الحظ أن بعض جمهور الرياضة عاطفى جدا، ويصدق أحيانا هذه النوعية.

هم موجودون أيضا بين رجال الدين. وهؤلاء هم الأخطر على الإطلاق. لأن الناس بفطرتها السليمة تنظر إلى رجل الدين باعتباره منزها عن الخطأ، ولا يمكن أن يستغل الدين أو يتاجر به. ولأننا ركزنا طويلا على الطقوس والشعارات وأهملنا جوهر الدين، فقد وصلنا إلى مرحلة نرى فيها نماذج غريبة من تجار الدين وليس رجال الدين. هذه النوعية ترتدى زى رجال الدين نهارا، لكنها مستعدة أن تفعل أى شىء ليلا فى سبيل استغلال الدين لتحقيق أهداف شخصية.

وهم عمليا لا يختلفون عن المتطرفين والدواعش كثيرا. بل ربما كانوا الأخطر باعتبار أن المتطرفين واضحون ولا يتسترون خلف أى شعارات نبيلة.

هذه النوعية موجودة أيضا بين الأطباء والمهندسين والمحامين والمحاسبين والتجاريين وسائر المهن والحرف، وليست قاصرة على مجال أو مهنة أو نشاط بعينه.

يسأل كثيرون: ما الذى يجعل هذه النماذج تتزايد؟!

الإجابة ببساطة هى البيئة والمناخ، ومنظومة متكاملة لا تتحملها الحكومة بمفردها، لكن الأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة والأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدنى، ومنظومة القيم والثقافة السائدة. لكن مسئولية الحكومة تظل هى الأكبر لأنها متهمة أحيانا بأنها لا تصدر التشريعات اللازمة بالتعاون مع البرلمان للحد من شيوع هذه النماذج.

على مر السنين كانت هناك نوعيات مختلفة من الفهلوية والنصابين والأفاقين، لكن من حسن الحظ أنهم يسقطون فى النهاية.

لا أريد أن أذكر أسماء، فالهدف من هذا المقال ليس شخصا بعينه، لكن هى نوعية وظاهرة بدأت تتكاثر بقوة فى الفترات الأخيرة.

من حسن الحظ، أنه ورغم كل علامات الإحباط واليأس التى تنتاب كثيرين من نجاح هذه النماذج، فإنه بين حين وآخر تسقط بعض هذه النماذج، فتعطى أملا بأن الخطأ لا يدوم.

نحتاج إلى العودة للأصول وللقواعد والفطرة السليمة، وأن نصدر ونقدم للصغار والشباب نماذج إيجابية ناجحة ومتميزة فى كل شىء علما وخلقا وأدبا وإنتاجا وتفوقا. نحتاج أن يكون لدينا مئات النماذج من عينة محمد صلاح الذى صار قدوة لكثيرين فى العمل والجهد والتواضع والاحترام والنجاح الباهر.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية كل فهلوى نهاية كل فهلوى



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 18:09 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

10 أسباب رئيسية بسيطة لحدوث الحمل غير المتوقع

GMT 04:58 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

خالد سيدو يلتقي برئيس الغرفة التجارية في عدن

GMT 20:40 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

طريقة إعداد وتحضير كيك الشوكولاته الخفيفة

GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الحارس شريف اكرامي يعلن أن مصلحة الأهلي أهم من نفسه

GMT 20:44 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

بسكوت بالرمان

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 06:08 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

معاناة الأطفال الصغار مع أمهاتهم في سجون أفغانستان

GMT 15:02 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

عاصي الحلاني يتحدث عن أعماله المقبلة في "عين"

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:19 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا تدين التصعيد المروّع للعنف في ميانمار
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon