آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

«فرق الموت» في جامعات سورية!

اليمن اليوم-

«فرق الموت» في جامعات سورية

بقلم - حسن البطل

كيف كانت تبدو سورية والسوريون في العام الأول لانتفاضة الشعب ضد النظام؟ هنا دردشة فيسبوكية مع بعثي لم يعد بعثياً؛ ويساري لم يعد يسارياً حزبياً. حوار يفسر لقرائي لماذا انقطعت عن متابعة تفاقم الأحداث السورية بعد العام الأول منها.

 ****
ـ أنا خائف على سورية.

ـ نعم.. يجب أن نقلق. السلم الأهلي في خطر. نعمل ما في وسعنا لتفعيل النشاط المدني في وجه هذا الخطر..
 لكن العنف الرسمي يفوق طاقة النشطاء السلميين.

ـ خائف على سورية.. وغير خائف البتّة من إسرائيل على فلسطين.

ـ معك حق.. وأشدّ الخوف هو تخريب العقول.. من أين يأتي النظام بكل هذه الوحشية؟ إن فرق الموت التي أطلقها النظام، مع فائق القوة لديه، مع التجييش الطائفي.. وأخيراً «التعصّب السوري».. بدأ يدمر العلاقات بين جيل الشباب، أيضاً، ما سيجعلنا نحتاج لعلاجات طويلة (ما حدث في الجامعات مثلاً). نعم.. الكلفة ستكون كبيرة.

ـ التعصّب السوري؟ أحداث الجامعات؟
ـ نعم (يا صديقي الفلسطيني) الشارع المؤيد (للنظام أو المعارضة؟) تجاوز الحال القومية السورية في تعصّبه لسورية. في الجامعات «فرق الموت» هي من الطلبة أنفسهم (تابع هذه الصفحة على «الفيسبوك» ستجد نماذج عن ذلك).

ـ لم تفتح الصفحة.. هل أن الجيش السوري سيتفكّك؟ وكم نسبة الموالين للنظام؟
ـ لا أعتقد أنه سيتفكّك. المؤيّدون للنظام لا يمكن تقديرهم. لا يوجد إحصائيات شفّافة. المشكلة أن الحالة الآن هي كون الشعب رهينة لدى الطاغية: إما أن أبقى أو أبيدكم (بفرق الموت والاقتتال الداخلي).. وبالرغم من هذا، يتزايد الحراك الشعبي مع انضمام أماكن جديدة (القلمون دخلت: ثلاث ضحايا في أقل من يومين بيبرود).. غير أن تردد هيئة التنسيق الوطني (إزاء) صيغة ائتلاف ما جعل المجلس تحت سيطرة القوى الأكثر تشدداً (انسحاب أهم رموزها المدنية والعلمانية) أضف إلى ذلك (التحذير من) لعبة النموذج الليبي.. لكن، لا تبدو الصورة قاتمة. الشباب السوري يبتدع أشكالاً تدفع للتفاؤل. مثلاً: تجمع «الطريق» للشباب المدني، وقد حصل على مقعد في المجلس الوطني، وهو يقود تظاهرات مختلطة (من الشباب المسيحي والعلوي والإسماعيلي.. إضافة للشباب من الإسلام المعتدل) ولهم شعارات سلمية.. وإنهم رائعون وبعمر الورود، ويحظون باحترام الأوساط المحيطة بهم.. لكن تنقصهم الإمكانيات المادية والإعلام.. مع أنهم يرفعون تسجيلات فيديو غير أن المحطات الفضائية تتغاضى عنها؟!
أرجو أن لا تفهم أنني متشائم.. أبداً. إن أسوأ السيناريوهات هو بقاء النظام الحالي. مهما حصل، فإن السوريين بعد رحيل هذا النظام سوف يتمكنون من اجتراح معجزات تفوق معجزة ثورتهم.. عذراً للإطالة!
ـ لا تعتذر.. حوارنا هذا سينزل في عمودي.. يبدو لي أنك في حزب يساري، أو «بعثي» قديم.

ـ لا.. يُشرّفني أنني من منشأ غير سنّي. كنت يسارياً سابقاً، ولم أعد حزبياً بسبب عدم تقدم الأحزاب اليسارية والقومية في القضايا السورية الأساسية. أنا مستقل حالياً، لكنني لم أغادر موقعي الفكري.

ـ عفواً.. للسؤال الشخصي الذي قد يهم القارئ. أنا لا أُنكر الهوى السوري القومي لدي. الفلسطينيون عرب.. لكنهم جزء من الأمة السورية.

ـ لا داعي لتذكيرك بالوضع الأمني الدقيق في سورية. البعض هنا اعترض على مقالاتك في الحالة السورية، وإن كانوا يقرّون لك بمهاراتك المهنية. ربما أنت بعيد عن النبض الجاري في سورية. واثقاً أنك بمهاراتك الصحافية ستعرف كيف تموّه المصدر.

ـ لا تقلق حول هذا يا صديقي.

ـ لكن زوجتي قلقة من نشاطي ونشاط أصحابي وأصدقائي.. وهذا مفهوم.

***
هذا حوار «فيسبوكي» مع صديق جديد من جبلة الساحلية، ومقيم في مدينة حمص.. والشيء الذي أضافه لي: أن الجيش السوري بعيد عن التفكك، وأن هناك «فرق موت» في الجامعات، وأن النظام يلعب على التخويف من الطائفية، بينما يلعب الخائفون من النظام وعلى البلد لعبة «التعصب السوري» والخوف من مصير العراق وليبيا ولبنان.

الشعب السوري، كما أعرف، تربّى على القومية العربية منذ مطلع القرن الماضي، مع المفكر القومي ساطع الحصري ومجايليه.. وللأسف، انقطع «النت» قبل أن أسأل عن تأثير العزلة العربية ليس على النظام، بل على شعب سوري يعتبر نفسه عروبياً أوّلاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فرق الموت» في جامعات سورية «فرق الموت» في جامعات سورية



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 18:09 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

10 أسباب رئيسية بسيطة لحدوث الحمل غير المتوقع

GMT 04:58 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

خالد سيدو يلتقي برئيس الغرفة التجارية في عدن

GMT 20:40 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

طريقة إعداد وتحضير كيك الشوكولاته الخفيفة

GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الحارس شريف اكرامي يعلن أن مصلحة الأهلي أهم من نفسه

GMT 20:44 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

بسكوت بالرمان

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 06:08 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

معاناة الأطفال الصغار مع أمهاتهم في سجون أفغانستان

GMT 15:02 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

عاصي الحلاني يتحدث عن أعماله المقبلة في "عين"

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:19 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا تدين التصعيد المروّع للعنف في ميانمار
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon