آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

سر الاستمهال والاستعجال في فتح معبر نصيب

اليمن اليوم-

سر الاستمهال والاستعجال في فتح معبر نصيب

بقلم - عريب الرنتاوي

لا استعجال أردنياً لفتح معبر جابر/نصيب مع سوريا، هذا ما يُستشف من لهجة الاستمهال التي يتحدث بها مسؤولون أردنيون، تارة بالقول إنهم لم يتلقوا طلباً سورياً رسمياً لفتح المعبر، وتارة ثانية بتأكيد الحاجة لمزيد من الدراسة والبحث في الظروف السياسية والأمنية واللوجستية التي يجب تهيئتها قبل اتخاذ القرار بإحياء أحد أهم المعابر الحدودية السورية البرية، بعد سنوات خمس من الموات.

هذه اللهجة تختلف، عندما يتناول رجال أعمال واقتصاديون وأصحاب شاحنات أردنيون قضية المعبر في أحاديثهم وتصريحاتهم ... هنا يبدو الاستعجال، الذي تمليه المصلحة المباشرة والضاغطة، سيدة الموقف ... ولعل في وجود ما يقرب من مائتي رجل أعمال في دمشق حالياً للمشاركة في فعاليات النسخة الستين من معرض دمشق الدولي، ما يكشف عن تباين الأولويات والحسابات، واختلاف اللهجة بين خطاب الحكومة وخطاب قطاع الأعمال.

لكن المفاجئ في الأمر، أن الجانب السوري بدوره، لا يستعجل فتح المعبر، إذ يتضح من تصريحات لوزير الاقتصاد السوري سامر الخليل أنه» لا يرى في الوقت الحالي ما يدعو لإعادة فتح معبر نصيب على الحدود مع الأردن»، الخليل الذي كان يتحدث لدى استقباله نظيره اللبناني حسين الحاج حسن (عن حزب الله) في دمشق قال: «في دراستنا لفتح معبر نصيب، وجدنا أن لا قيمة كبيرة حاليا بالنسبة للمنتج السوري، والموضوع بحاجة لدراسة أكبر».

إذن، يبدو القرار بفتح المعبر، مرجأً لمزيد من الدراسة والتدقيق والتمحيص، ومن قبل الجانبين، مع أن المبررات التي يعرضها الجانبان، لا تبدو مقنعة على الإطلاق، والأرجح أن ثمة «عوائق» و»محاذير» سياسية بالأساس تقف خلف هذا الاستمهال والتريث، بخلاف ما يتردد عن دوافع اقتصادية ولوجستية.

بالنسبة لسوريا، يبدو أن فتح المعبر، يجب أن يتم في سياق «رزمة» من إجراءات التطبيع السياسية والتفاهمات الأمنية ... لا مشكلة للأردن في حيال التفاهمات والترتيبات الأمنية، وقنوات التواصل في هذا المجال مفتوحة على أية حال ... لكن الأردن ربما تكون لديه محاذير وتحسبات سياسية، ترتبط بانفتاحه على دمشق.

أضف إلى ذلك، أن «قرون الاستشعار» الأردنية، تلاحظ انحداراً في مستوى التعاون الأمريكي – الروسي في سوريا وعليها، بل أن التقديرات في عمان، ربما تذهب باتجاه مزيدٍ من الصدام بين الجانبين، سيما بعد أن تبددت مفاعيل «قمة هلسنكي»، ومع ارتفاع حدة التوترات والاتهامات المتبادلة بين الجانبين، وما يصاحبها من تحشيد عسكري متبادل على الأرض وفي مياه المتوسط.

في مثل هذه المناخات، يبدو أن لبنان وحده هو الذي يستعجل فتح المعبر، ولعله من اللافت أن الوزير اللبناني الذي طرح المسألة على الجانب السوري، ينتمي إلى حزب الله، ويبدو أنه يفعل ذلك تحت ضغط الضائقة الاقتصادية، سيما تلك التي تعتصر المصدرين والمزارعين اللبنانيين، الذين يرون في المعبر، طريقاً مختصراً للأسواق الخليجية.

وإن صحت الأنباء حول معالم الصفقة التركية – الروسية حول إدلب، تتضمن من ضمن ما تتضمن، فتح عدد من المعابر الدولية بين تركيا وسوريا، فليس من المستبعد أن تتحول تركيا، وللسبب ذاته، إلى «صاحبة مصلحة» في فتح معبر جابر/نصيب، ذلك أن لتركيا تجارة مع الخليج والعراق والمشرق، تنتظر بفارغ الصبر، فتح المعبر، للتخلص من الكلف الإضافية التي تترتب على البحث عن منافذ بديلة لوصول المنتج التركي إلى أسواق المنطقة.

غريب وعجيب، كيف تحتل قضية المعبر الحدودي مكانة أقل لدى الدولتين المعنيتين من تلك المكانة التي تحتلها لدى دول أخرى أبعد في الجغرافيا، وكلتاهما تفضلان تقديم الاقتصاد على السياسة، وتمتلكان هامشاً أوسع للمناورة، وليست لديهما الرغبة في توظيف قضية المعبر لتحقيق أغراض سياسية كما يستشم من «التريث» السوري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر الاستمهال والاستعجال في فتح معبر نصيب سر الاستمهال والاستعجال في فتح معبر نصيب



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 12:33 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

جنجاة تُبيّن القاتل الحقيقي لشقيقتها سعاد حسني

GMT 19:25 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كريم وليد يتوج ببرونزية بطولة العالم للكاراتيه

GMT 07:31 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

نورا سيد تاريخٌ طويل في عالم تصميم الإكسسوارات

GMT 05:32 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" تحذر من اقتراب كويكبين عملاقين من الأرض

GMT 05:30 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

أساليب مكياج دافئة لإطلالة مُميزة في فصل الخريف
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon