آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

عن "جيش الإسلام" و"أكذوبة التهجير"

اليمن اليوم-

عن جيش الإسلام وأكذوبة التهجير

بقلم : عريب الرنتاوي

ضجّت صحف ووسائل إعلام مناهضة لدمشق وحلفائها، بتقارير وتغطيات، تركّزت في مجملها حول عمليات “التطهير والإحلال الديموغرافي” في الغوطة الشرقية، ونددت بما أسمته خططاً للنظام، وحلفائه أيضاً، بتفريغ هذه المنطقة الاستراتيجية من سكانها الأصليين لتحل محلهم مكونات طائفية ومذهبية أخرى.

إن التدقيق في أعداد وأرقام الخارجين من جحيم الغوطة الشرقية، لا يدعم بأي شكل من الأشكال، هذه الفرضيات (اقرأ الافتراءات) ... فنسبة المدنيين إلى المسلحين الذي غادروا على مراحل، وامتطوا مئات الحافلات، لا تزيد عن (3:1)، وهي نسبة طبيعية إذا افترضنا إن معظم المسلحين متزوجين، وأن “تعدد الزيجات” أمرٌ مألوف في أوساط هذه الجماعات، التي تُحرم وتُجرم نظريات “تنظيم الأسرة” و”المباعدة بين فترات الحمل”... أي بمعنى آخر، فإن من غادروا الغوطة هم المسلحون وأسرهم، لا أكثر ولا أقل.ثم أننا رأينا زحفاً شعبياً عبر الممرات الإنسانية الآمنة، فاق المائة وخمسين ألف مواطن سوري، هربوا من جحيم المعارك وقيود “الدروع البشرية” التي فرضتها عليهم الجماعات الأصولية المتشددة، رأيناهم، يفرون من “جنّات المعارضة” إلى “جحيم النظام” ومناطقه، برغم عمليات التخويف والتخوين التي أخضعوا لها طوال أشهر وأسابيع عديدة ... فلو كان في الأمر تهجيراً و “تطهيراً”، لما سمح لهؤلاء بالمغادرة، ولكانوا هم أنفسهم قد آثروا امتطاء الحافلات إلى مكان آخر.لن نُصغي لما قاله الخارجون من الغوطة أمام عدسات التلفزة السورية الرسمية أو “الرديفة”، فثمة شبهات كثيرة ستحوم فوق الرؤوس هنا .

... ولكن مما عرفنا من بعض الأصدقاء، أن الخارجين رووا قصصاً مروعة عن سنوات الخضوع في ظلال “المليشيات المتأسلمة”، التي لم يُبقِ كثيرٌ منها على أي رمز ديني يتخطى الذقون المسترسلة وعبارات سطحية محفوظة عن ظهر قلب، تعطي حضورهم صورةً أكثر رزانة وجدية، مع أن الكثير من التسريبات التي سبق أن اشتعلت بها وسائط التواصل الاجتماعي، كانت كافية لإظهار قادة هذه الفصائل، ومن بينهم، أكثرهم شهرة، زهران علوش، بوصفهم لصوصاً يتصارعون على اقتسام ملايين الدولارات من “المال الحلال”.

ووفقاً لمصادر عديدة متطابقة، فإن انقسامات “جيش الإسلام” الذي يتخذ من دوما وجوارها، ملاذاً وحيداً له، إنما دارت حول السطوة والثروة، فالمستوى السياسي الخارجي، يعرف أن “قيمته السوقية” ستهبط كثيراً مع خروج الحافلة الأولى لمسلحيه من دوما ... أما “فرسان الداخل”، فمن بين المشاكل التي فاوضوا عليها مطولاً، تلك المتصلة بمصائر “الكاش” الذي تجمع لديهم طوال هذه السنوات، إن عبر قنوات التمويل المعروفة، أو من خلال مقايضة الرهائن والمخطوفين، أو الاتجار بالمساعدات الطبية والغذائية واحتكار أسواق الغوطة.والأرجح أن كثرة كاثرة من عناصر جيش الإسلام على وجه التحديد، ستؤثر البقاء في الغوطة، فهي تدرك من جهة، إنها غير مرحب بها في مناطق سيطرة “رفاق السلاح والمعتقد” في مناطق نفوذها الشمالية، وهذا ما جعلها تختار جرابلس بدلاً عن إدلب، حيث ينتظرها الموت والإذلال المحتمين من قبل النصرة والفيلق و”الأحرار” وغيرهم ... وهي على يقين من جهة ثانية، بأن ما ينتظرها في جرابلس، هي مهمة قتالية أخرى، لصالح أنقرة هذه المرة، وضد قوات سوريا الديمقراطية على وجه الخصوص ... فتركيا التي فتحت ذراعيها لكل الخارجين من ساحات المعارك في دمشق وأريافها، وقبلها حلب وحمص وحماة وأريافها، إنما كانت تفعل ذلك، من أجل بناء قوة محلية، تخوض بها “حروب الوكالة” ضد أكراد سوريا.خلاصة القول، إننا ونحن نتابع بكائيات البعض على مصائر هذه المعارضات “المعتدلة”، لا نتمنى للمتباكين ورعاتهم، سوى أن يمنّ الله بمعارضات من شاكلة وطراز “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” و”فيلق الرحمن”، ولا نريد أن نضيف “النصرة” إليهم، رفقاً بهم.

المصدر:جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن جيش الإسلام وأكذوبة التهجير عن جيش الإسلام وأكذوبة التهجير



GMT 09:49 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تأملات في المشهدين اللبناني والعراقي

GMT 16:22 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

«بيان سوتشي» يجبُّ ما قبله... وما بعده

GMT 11:59 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

عشر ساعات هزت سوريا والإقليم

GMT 13:14 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أبعد من «شرق الفرات»

GMT 09:01 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الأكراد كما العرب... لا يتعلمون
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 07:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

فندق ريفيري سايغون يحتوي على ساعة تزن أطنانًا

GMT 03:32 2018 الخميس ,23 آب / أغسطس

سوق الطاقة الشمسية في اليمن تشهد إقبالاً

GMT 07:38 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

ناردين فرج تقدم برنامج "ذا فويس كيدز" خلفًا لـ"إيميه صياح"

GMT 12:39 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

تامر كروان ضيف "لسه فاكر" على نجوم إف أم

GMT 01:54 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

قوات الاحتلال الإسرائيلية تعتقل طفلا من كفر قدوم

GMT 00:50 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نورهان تُعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الأب الروحي"

GMT 14:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ديانا حداد تغني لبناني وبدوي وخليجي في قبرص
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon