آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

من بنغازي إلى سراييفو مروراً بدمشق

اليمن اليوم-

من بنغازي إلى سراييفو مروراً بدمشق

بقلم - سمير عطا الله

لا نعرف من أيقظ في وجهنا مرة واحدة المشاعر الإمبراطورية. روما اقتنعت من زمان أن الإمبراطوريات لا تعود، وبريطانيا تركت «البيتلز» ينعون الزمن المتحوِّل إلى آثار وأعلام منكسة، واليونان وفرنسا وهولندا والمجر والنمسا وألمانيا وسائر أهل الزمن الإمبراطوري دخلوا عصر الحقيقة، وعالم ما بعد البرونز والمنجنيق والمجنّات، أو التروس، ومنها المثل الشهير: «أدار له ظهر المجنّ».
عندنا، هب فجأة، وفي وقت واحد، حنين الإمبراطوريات في إسطنبول وطهران: واحد يرسل الجيوش، وواحد يوزع الفيالق! ومع كل فرقة، يرسلون بياناً واضحاً بمتعة الفوز وشرعية الرسالة. والفريقان يتحدثان عنا على أننا مجرد مخلّفات من الماضي تجري إعادتها إلى أمكنتها الطبيعية: أحضان قورش، وأطيان عبد الحميد.
لا ندري أين أخفى الرئيس رجب طيب إردوغان وزير خارجيته السابق الدكتور أحمد داود أوغلو، منظّر السلطنة وأستاذ التاريخ في جامعة إسطنبول. الدكتور أوغلو كان واضحاً لدرجة أن يرسل الجيش إلى ضرائح السلاطين في سوريا. وقد قال ذات يوم من العام 2013 ما نصه: «إن الأتراك سوف يوصلون مرة أخرى سراييفو بدمشق، وبنغازي إلى أرزروم إلى باتومي. هذه هي قوتنا الحقيقية. فإن هذه الأسماء قد تبدو لكم بلداناً مختلفة، لكن اليمن وسكوبجي كانتا جزءاً من بلد واحد قبل مائة وعشرة أعوام. وهكذا كانت أيضاً أرزروم وبنغازي».
كان كمال أتاتورك يقول: «كم هو سعيد ذلك الذي يستطيع القول إنه تركي»، ومع ذلك فهو الذي أقدم على تقليم أجنحة الإمبراطورية من أجل أن تعيش كدولة قادرة على الحياة. ما يفعله إردوغان اليوم هو إعادة الإمبراطورية من أجل بقاء الجمهورية موحدة. واللغة الإمبراطورية لا تفرّق عادة بين الحرب والسلم في طموحاتها وسياساتها. ولذا، نرى أن أنقرة وطهران أشعلتا في المنطقة، مباشرة أو بالواسطة، حروباً لا نهاية لها. وإذا ما تساءل أحدنا: ماذا يفعل إردوغان في إدلب، أو فيصل سليماني في العراق؟ يكون إبراز دفتر الخرائط العتيقة حاضراً. إنه المنطق الذي لم يقبله التاريخ. فيوم خرجت الإمبراطورية البريطانية من الولايات المتحدة والهند، كان ذلك إلى الأبد. ويوم خرجت فرنسا من الجزائر، كان ذلك إلى الأبد. الاستعمار ضد منطق التاريخ في كل الأزمنة والأمكنة. وقد اختارت طهران وأنقرة الطريق الخطأ تماماً في العودة إلى المنطقة. طرق العصر هي التبادل والانفتاح، واحترام السيادات وخصوصيات الشعوب وكرامتها. الشاهنشاهية والباب العالي زمن مضى.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من بنغازي إلى سراييفو مروراً بدمشق من بنغازي إلى سراييفو مروراً بدمشق



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 18:09 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

10 أسباب رئيسية بسيطة لحدوث الحمل غير المتوقع

GMT 04:58 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

خالد سيدو يلتقي برئيس الغرفة التجارية في عدن

GMT 20:40 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

طريقة إعداد وتحضير كيك الشوكولاته الخفيفة

GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الحارس شريف اكرامي يعلن أن مصلحة الأهلي أهم من نفسه

GMT 20:44 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

بسكوت بالرمان

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 06:08 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

معاناة الأطفال الصغار مع أمهاتهم في سجون أفغانستان

GMT 15:02 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

عاصي الحلاني يتحدث عن أعماله المقبلة في "عين"

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:19 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا تدين التصعيد المروّع للعنف في ميانمار
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon