آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مئوية الريفي الأسمر

اليمن اليوم-

مئوية الريفي الأسمر

بقلم - سمير عطا الله

كانت حياة محمد أنور السادات سلسلة من الانتصارات. أولاً، على النفس. ثانياً، على النشأة البسيطة. ثالثاً، على السجن. رابعاً، على رفاق الثورة جميعاً: كلهم سقطوا وظل واقفاً إلى جانب زعيمها.
هُزم محمد أنور السادات يوم حلّ محل عبد الناصر. لم يتقبل الناصريون والقوميون العرب أن يحل محل عبد الناصر أحد. ولا يزالون. حتى العبور العسكري العظيم قيل إن خطته وضعت أيام عبد الناصر. حتى نوبل التي أعطيها، لا يشار إليها عندما تُحصى جوائز مصر. وعندما صبّ أمين الناصرية غضبه عليه، أشار إلى بشرته السمراء، بمعنى الهزء.
تحتفل مصر اليوم بمئوية ابن ميت أبو الكوم الذي لم يكن يعرف الراحة الحقيقية إلا يوم يرتدي الجلابية في قريته. كل البذلات الأخرى كانت زينة المنصب وضرورة المسرح السياسي الذي صار نجمه الأول، بعدما أخفق طويلاً في اعتلاء المسرح الفني. ظل دائماً «داهية» كما وصفه نجيب محفوظ، وابن بلد. وإذ تستعيد مصر سنوات الريفي الحاذق، ما بين النقد والندم والمدائح، تبقى منقسمة حول صفحات تاريخية تميزت حقاً أو خطأ، بشجاعة رجل بدأ حياته السياسية بالمشاركة في عملية اغتيال، وانتهى معرضاً صدره، دون خوف، لقتلة يخرجون من الصفوف في ذكرى 6 أكتوبر. يوم انتصاره وفخره ودخوله التاريخ، عاكساً كل الأقاويل، ضاحكاً من الذين ضحكوا منه، وفي داخله كان منتقماً، من صورة الهزيمة.
«وأولاده» عبروا وعادوا وفتحوا الطريق لسيناء كي تعود. لكن ليس هذا ما كان يحلم به المصريون. كانوا يريدون حرباً أخرى تعود بها سيناء وتنسيهم تلك اللحظات الموجعة في سماء سيناء وعلى أرضها. الدبلوماسية لم تكن انتصاراً في الذاكرة العربية المجروحة. والذي هُزم لم يكن مجرد رئيس آخر، بل زعيم الأمة وبطل 23 يوليو و«العملاق الأسمر».
فلما حقق الأسمر الآخر الانتصار، لم يطق أشهر صحافيي العرب هذا المشهد. وظل يطارد خليفة عبد الناصر إلى أن اتهمه بأنه دس السم له في فنجان قهوة. وغاب هيكل قبل أن يظهر على شاشة «روسيا اليوم» أخيراً الطبيب السوفياتي الذي أشرف على علاج عبد الناصر فترة طويلة. بالنسبة إلى أهم طبيب روسي، وفاة عبد الناصر كانت نتيجة مرض طويل لم يتمكنوا من معالجته. فنجان القهوة.. قراءة في فنجان.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مئوية الريفي الأسمر مئوية الريفي الأسمر



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 22:39 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 23:07 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 05:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

نشاطات واعدة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 16:48 2021 الإثنين ,17 أيار / مايو

الحرية والديمقراطية في بلادهم وفي بلادنا

GMT 09:39 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الحقبة العثمانية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon