آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

بلاد العرب للعرب... سابقاً

اليمن اليوم-

بلاد العرب للعرب سابقاً

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

ليس لهذه الأمة شيء من الحظ. تحاصرها العقد التاريخية من كل مكان، وتهاجمها صور طالبي الثأر من كل مكان: شمشون وقورش وسليمان شاه. مرة واحدة وجدنا أنفسنا وسط لغات لا نفهمها: عبرية، وفارسية وإسطنبولية. إسرائيل لا تزال في حاجة إلى ممر من أراضي العرب، وإيران في حاجة إلى بحر من بحارهم، وتركيا في حاجة إلى ثلث سوريا ونصف ليبيا وحكم مصر وغاز قطر.
يتميز المطلب التركي بنضارته. فقط مئات السنين إلى الوراء. تيمور لنك لم يترك خلفه آثاراً، وإلا لرأينا المغول في الطابور أيضاً. ومن يدري. ربما أنهم يبحثون في أرشيفهم الآن. لعل وعسى.
القاسم المشترك في مثل هذا النوع من النظرة إلى التاريخ، هو الوقاحة. والوقاحة في أبسط أوصافها، قباحة. هل تعرف على من اعترض ليبيو عبد السلام، العائد من عند الباب العالي والصدر الأعظم في إسطنبول؟ اعترضوا على أن بيانات مصر تدخّل في شؤونهم. ليس العسكر التركي ومرتزقة أرطغول، بل دفاع مصر عن حدودها. رحم الله الصادق النيهوم الذي أعاد كتابة التاريخ الليبي القديم، فإذا نصفه في مصر، ونصفه تاريخ مصر في ليبيا. لكن إردوغان ماضٍ في تصحيح التواريخ. ولهذه الغاية النبيلة أعاد إحياء التقليد التركي في تجنيد «الإنكشارية» أو المرتزقة، وينسى أن الإنكشارية انتهوا مع نهاية الإمبراطورية وهم يتسولون على أبواب الناس.
بأي رؤية يمكن النظر إلى المستقبل العربي وسط هذه النظرة المريضة إلى حياة الشعوب والأمم؟ وكيف يمكن الدخول في حوار مع رجل ينظر إلى الحالة الإنسانية برمّتها من منظور عمره ألف سنة؟ إننا في مستنقع من سوء الحظ. ثلاث قوى تعتدي على أرضنا، وتضمها، وتنتهك كرامتها وسيادتها، ضمن منطق واحد هو منطق الاستعادة. العملة المتداولة في بعض سوريا هي الليرة التركية. وفي أي حال الليرة السورية مثل الليرة اللبنانية والدينار الليبي، أصبحت أرخص من كلفة طباعتها.
في طبيعة الأشياء أن المرء ينتقي أصدقاءه. نحن، علينا أن نختار أعداءنا. هذا إذا قبلوا بنا، أصدقاء أو أعداء.
أصبحت أوروبا دولة واحدة عندما رمت، من جميع النوافذ، جنون التاريخ وأحقاده وطفولياته. ولم تعد البطولة في احتلال أرض الغير، وسرقتها، واعتبار القتل والفحش انتصاراً. سوء طالع مضاعف. في الداخل وفي الجوار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلاد العرب للعرب سابقاً بلاد العرب للعرب سابقاً



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 12:33 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

جنجاة تُبيّن القاتل الحقيقي لشقيقتها سعاد حسني

GMT 19:25 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كريم وليد يتوج ببرونزية بطولة العالم للكاراتيه

GMT 07:31 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

نورا سيد تاريخٌ طويل في عالم تصميم الإكسسوارات

GMT 05:32 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" تحذر من اقتراب كويكبين عملاقين من الأرض

GMT 05:30 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

أساليب مكياج دافئة لإطلالة مُميزة في فصل الخريف
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon