آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

روبوت.. وفنانة تشكيلية!

اليمن اليوم-

روبوت وفنانة تشكيلية

بقلم - عماد الدين حسين

المعرض الأول للفنانة التشكيلية «أى دا» سيكون فى أول مارس المقبل فى جامعة أوكسفورد، بعنوان «مستقبل غير مضمون»، ثم ستعرض رسومها فى لندن فى نوفمبر المقبل.
هل سمع أحدكم عن هذه الفنانة التشكيلية؟!.

فى الواقع هى ليست فنانة، ولكن مجرد روبوت، يقول صانعوه إنهم سيكونون قادرين على إعطائها القدرة على جذب الناس للنظر إلى قلم فى يدها.
اسم الروبوت مأخوذ من اسم عالمة الرياضيات البريطانية آدا لوفلايس.المشرف على المراحل النهائية من تصميم الروبوت ايدى ميلر، يعتقد أنها ستكون واقعية جدا، مثل البشر تقريبا، وستتمكن من التفاعل مع الجمهور، وتلقى رسائلهم فعليا وطرحها، وحركاتها ستكون جيدة جدا، بل إن مقلة عينها ستكون قادرة على النظر فى عينى محدثها مباشرة وتتبعه فى الغرفة، وكذلك ستكون قادرة على الرمش. أما شكلها فسيكون بشعر طويل داكن وبشرة من السليكون، وأسنان ولثة مطبوعتين بتقنية ثلاثية الأبعاد.

كل ما سبق قرأته عصر يوم الإثنين الماضى على موقع قناة يورو نيور، والمفارقة أننى فى نفس اليوم ظهرا، كنت قد حضرت جلسة مهمة للمدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية فرانسيس جارى، فى إحدى الجلسات الرئيسية لمؤتمر «القمة العالمية للحكومات» بدبى، عنوان الكلمة كان «مستقبل الملكية الفكرية، فى عصر الذكاء الاصطناعى».جارى لم يتحدث فقط عن الملكية الفكرية التى نعرفها، وتكاد تقتصر لدى كثيرين فى مصر على قرصنة وتزوير الكتب والأغنيات والأفلام. لكن الرجل توسع أكثر فى الحديث عن علاقتها بالذكاء الاصطناعى، باعتبار أن منظمته معنية أساسا بتصميم السياسات المشجعة على الابتكار. اليوم التكنولوجيا صارت هى القوة المهيمنة على الاقتصاد. الرجل كشف بالأرقام عن جوانب مهمة ترينا كيف يتحرك العالم فى هذا المجال الجديد.

فى مجال الملكية الفكرية المتعلقة بالذكاء الاصطناعى خلال العشرين سنة الأخيرة، هناك ٣٫٢ مليون طلب لبراءات اختراع، و٩٫١ مليون علامة تجارية، ومليون تصميم، وثلثا كل ما سبق موجود فى آسيا.هو ينظر للأمر من منظورين، الأول الدور التقليدى للملكية الفكرية لتشجع التنافس على الابتكار، والثانى الموازنة بين المتنافسين وبين المستهلكين.
منظمة الملكية الفكرية أو «الوايبو»، أصدرت أخيرا تقريرا جاء فيه أنه منذ خمسينيات القرن الماضى كان هناك ٣٤٠ ألف طلب براءة اختراع خاصة بالذكاء الاصطناعى، وكذلك ١٫٦ مليون منشور أو بحث علمى. لكن منذ عام ٢٠٠٣ تغيرت الأمور كليا، وحصلت زيادة كبيرة فى الأرقام، وبعد عام ٢٠١٣، زادت براءات الاختراعات الخاصة بالذكاء الاصطناعى بصورة كبيرة.

جارى يتوقع حدوث تغيرات كبيرة فى الإنتاج حول العالم بسبب هذه الطفرة، المتمثل فى «احتراق أفق عميق للذكاء فى المجالات التجارية». وهناك مثلا إقبال كبير على مجال النقل خصوصا فى طائرات «الدرون» ١٥٪، والعلوم الحياتية والصحية ١٢٪، و١٠٪ فيما يتعلق بالتفاعل عموما مع البشر. وتتصدر الصين هذا المجال ومعها أمريكا ثم اليابان.فى جلسة مدير الوابيو كانت هناك نقاط مهمة ومدهشة. مثلا كيف سيكون التعامل مع المؤلف فيما يتعلق بالملكية الفكرية، المؤلف لن يكون بالضرورة الأديب أو المفكر أو المصمم والمخترع، بل ربما الروبوت، وهنا سأل البعض: حينما يولد الذكاء الاصطناعى، أو يخترع الموسيقى، ويضعها على أسطوانة لشركة مشهورة فلمن ستذهب الحقوق؟!.

هناك أيضا أمور شائكة تتعلق بالتدفق الحر للبيانات من جهة والقيود على استخدام بعض هذه البيانات حماية للخصوصية، إضافة إلى الجانب الأمنى الخاص بمدى خطورة هذه البيانات، وكيف نحمى البيانات الخاصة المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعية، بصورة كبيرة يوميا.
النقطة المهمة الأخرى هى أن العالم المتقدم سوف يقفز للأمام بمليارات أو حتى تريليونات الخطوات، فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعى، فى حين أن الفقراء والمعدومين والمتخلفين فى بقية بلدان العالم، سوف يواصلون السقوط فى مستنقع الفقر والجهل والتخلف والمرض.

والسؤال هنا: كيف يمكن تقليل هذه الفوارق فى ظل أن القدرات التكنولوجية ستكون هى العامل المميز لاقتصاد العالم أجمع. أو على الأقل المتقدم منه؟!.
السؤال الأهم هو: هل نحن كمجتمع وحكومة فى مصر مشغولون حقا وفعلا بهذا الأمر، هل نتابع ما يحدث فى العالم أجمع، خصوصا آسيا، وإذا كنا نتابع، فماذا نحن فاعلون؟! أما السؤال الموجه للأفراد الغارقين فى الماضى: ألم يحن الوقت بعد للنظر إلى المستقبل قبل أن ننقرض تماما؟!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبوت وفنانة تشكيلية روبوت وفنانة تشكيلية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 12:33 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

جنجاة تُبيّن القاتل الحقيقي لشقيقتها سعاد حسني

GMT 19:25 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كريم وليد يتوج ببرونزية بطولة العالم للكاراتيه

GMT 07:31 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

نورا سيد تاريخٌ طويل في عالم تصميم الإكسسوارات

GMT 05:32 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" تحذر من اقتراب كويكبين عملاقين من الأرض

GMT 05:30 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

أساليب مكياج دافئة لإطلالة مُميزة في فصل الخريف

GMT 21:22 2016 السبت ,23 إبريل / نيسان

نصائح لحماية طفلك من العدوى في الخارج

GMT 04:59 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يصورِّ"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 04:38 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سعاد صالح تؤكد يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته وذراعيها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon