آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

لماذا لم يتحرك المسئولون قبل مبادرة الرئيس؟!

اليمن اليوم-

لماذا لم يتحرك المسئولون قبل مبادرة الرئيس

بقلم - عماد الدين حسين


سؤال بسيط لا أجد له إجابة مقنعة؟
أين كان المحافظون والوزراء وكل المسئولين قبل أن يطلق رئيس الجمهورية مبادرة «حياة كريمة» خصوصا فى شقها المتعلق بالمشردين فى الشوارع والميادين الذين لا يملكون مأوى؟!.
لا أتحدث عن كل الفئات الأكثر احتياجا، فى المطلق، لأن عددهم كبير جدا، ويحتاجون ميزانيات غير متوافرة فى الوقت الحالى، لكن أتحدث فقط عن المشردين.
استجابة رئيس الجمهورية لبعض المناشدات الخاصة بحالات محددة، تم نشرها فى وسائل الإعلام، أمر محمود ومقدر، لكن نحن نتحدث عن الموضوع من زاوية أكثر اتساعا وشمولا، لنعالج المرض، وليس فقط العرض.
السؤال بصيغة أخرى: أليس هؤلاء المشردون موجودين منذ فترة طويلة فى الشوارع والميادين، وكل المسئولين يمرون عليهم، ويرونهم ذهابا وإيابا، فلماذا لم يرق قلبهم ويبادروا من تلقاء أنفسهم إلى إنقاذهم من هذا المصير اللإنسانى؟!.
للأسف الشديد غالبية المسئولين، لا يتحركون إلا بأوامر فوقية، يندر أن يبادر أحدهم إلى معالجة المشكلات، التى لا تحتاج إلى أوامر وتعليمات وتوجيهات.
مثلا ما الذى يمنع محافظ أو وزير أو أى مسئول من حل مشكلة العديد من المشردين الذين يفترشون العديد من الشوارع والميادين بمختلف أنحاء الجمهورية، خصوصا القاهرة الكبرى؟
هل كان يحتاج الأمر تحركا أو مبادرة من الرئيس، حتى يتحركون؟! وهل بمثل هذا النوع من التفكير وهذا النوع من المسئولين، يمكننا أن نحرز أى تقدم فى أى ملف؟!.
النقطة الثانية، لماذا لا تبادر الجهات المختصة، بحصر جميع المشردين أو من هم بلا مأوى أو المفقودين، حتى نعرف عددهم وأماكن وجودهم، وميزانية استيعابهم فى دور الرعاية الاجتماعية أو علاجهم أو تسكينهم فى شقق الإسكان الاجتماعى، وإذا كان هذه الحصر قد تم، فلماذا لم يتحرك أحد فى الماضى؟!
أليس أفضل وأجدى وأكرم، أن يكون الحل والعلاج شاملا، بدلا فقط من علاج بضع حالات يطنطن بها الإعلام، ثم نكتشف أن جوهر المشكلة لم يتم حله؟!.
لو أننا فعلنا ذلك، وتعاملنا مع الأمر، كما تم التعامل مع مرضى فيروس سى مثلا، فى ظرف شهور قليلة. وقتها يمكننا القول إننا تصرفنا بإنسانية مع الجميع.
الملاحظة الثانية: هى إنه ليس كل من يفترشون الشوارع مشردون أو بلا مأوى، خصوصا فى الأماكن المعروفة والمشهورة بالقاهرة الكبرى وعواصم المحافظات. بعض هؤلاء متسولون يتخذون من هذا الأمر «سبوبة» يكسب منها كثيرا، وربما يكون منخرطا فى عصابة كبرى.
التسول فى شوارع القاهرة، صار مرضا خطيرا، ينبغى أن نبحث له عن علاج حاسم، يتمثل فقط فى تطبيق القانون. قبل أيام قليلة كنت عائدا مشيا من الدقى إلى شارع قصر العينى، وكان ذلك فى التاسعة ليلا، وفوجئت أن شخصين افترشا رصيف كوبرى الجلاء فى الدقى، وكورنيش العجوزة الذى يمتلئ بالعديد من المحال المماثلة يمينا ويسارا، والأمر يتكرر فى مخارج غالبية محطات المترو بالقاهرة.
هل كل هؤلاء مشردون، أم متسولون محترفون؟ وسوف نفترض أنهم فعلا بلا مأوى ولا حول لهم ولا قوة، فهل الحل أن نتركهم بهذه الطريقة وسط الشوارع والميادين، أم أن نبحث لهم عن حل كريم يحفظ إنسانيتهم أولا، ويحافظ على سمعة البلد، خصوصا أن قطاعا كبيرا من المتسولين يستهدفون العرب والأجانب، خصوصا قرب الفنادق والمناطق السياحية.
سمعت وأتمنى أن يكون هذا الأمر خاطئا تماما، أن هؤلاء المتسولين يحتمون ببعض المسئولين فى المحليات وجهات أخرى، وأنهم يستأجرون الشوارع والميادين والإشارات المرورية المتميزة بآلاف الجنيهات، مثلما تفعل عناصر إمبراطورية «السياس» التى استفحلت وصارت مثل إمبراطورية التوكتوك!!.
أتمنى أن يُلزم الرئيس عبدالفتاح السيسى المحافظين والوزارات المختصة بسرعة إنهاء أزمة المشردين والمتسولين فى مدى زمنى محدد، مثلما يفعل مع المسئولين عن المشروعات الكبرى.
معالجة مشكلة المشردين، قد تفتح الباب لمعالجة إمبراطوريات أخرى خصوصا التكاتك والتسول والسياس، وهى إمبراطوريات ما كان يمكن أن تنشأ وتستمر وتترسخ، لولا الزواج الحرام مع قلة من معدومى الضمير فى هيئات ومؤسسات نظامية، كان يفترض أن تحاربها لا أن تشاركها و«تنصص معها»!.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لم يتحرك المسئولون قبل مبادرة الرئيس لماذا لم يتحرك المسئولون قبل مبادرة الرئيس



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 14:53 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

مقتل مغني الراب الأميركي إكس إكس تنتيشن في فلوريدا

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر

GMT 17:23 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

7 فوائد جمالية لفاكهة الرمان

GMT 15:27 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

إطلاق أكاديمية نون العام الدراسي المقبل

GMT 14:18 2016 السبت ,09 إبريل / نيسان

طائرات هليكوبتر روسية محمية من صواريخ الكتف

GMT 00:00 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

هل العلاج النفسي مهم لصحة طفلك؟

GMT 09:38 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

نجا سعادة يطلق مجموعته للأزياء " Ready Couture"

GMT 02:22 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

تعرف على مواصفات سيارة بورش 911 كابريو الجديدة

GMT 01:22 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

الرئيس الفرنسي يعلن أن طرد80 من دعاة الحقد

GMT 12:33 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يحذر من "قنبلة" تهدد الأمن القومي في أفريقيا

GMT 02:34 2020 الإثنين ,06 تموز / يوليو

كيكة الليمون خفيفة وشهية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon