آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

وثيقة الأخوة الإنسانية

اليمن اليوم-

وثيقة الأخوة الإنسانية

بقلم - عماد الدين حسين

عصر يوم الإثنين الماضى، وقع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمى والعيش المشترك»، فى أبوظبى، بحضور قادة دولة الإمارات، خصوصا صاحبى السمو محمد بن راشد ومحمد بن زايد.
كنت حاضرا المؤتمر الذى يحمل نفس العنوان، وحضرت معظم جلساته الرئيسية وبعض ورش عمله، ورأيت رجال دين من كل الأديان السماوية والأرضية، وهو المؤتمر الذى انتهى بتوقيع هذه الوثيقة التى اراها شديدة الاهمية، وينبغى توجيه الشكر لكل من ساهم فى اخراجها.
الوثيقة مكتوبة بلغة واضحة قوية، وتبدأ: «باسم الله الذى خلق البشر جميعا متساوين فى الحقوق والواجبات والكرامة. وباسم الفقراء والبؤساء والمحرومين والمهمشين الذين أمر الله بالإحسان إليهم، ومد يد العون للتخفيف عنهم، يعتبر فرض عين على كل انسان لاسيما كل مقتدر ميسور. وباسم الشعوب التى فقدت الأمن والسلام والتعايش، وحل بها الدمار. وباسم تلك الأخوة التى أرهقتها سياسات التعصب والتفرقة وأنظمة التربح الأعمى، والتوجهات الأيديولوجية البغيضة. وباسم النفس البشرية الطاهرة، التى حرم الله إزهاقها. وباسم الأيتام والأرامل والمهجرين والنازحين من ديارهم وأوطانهم، وضحايا الحروب والاضطهاد. وباسم الحرية التى وهبها الله لكل البشر وفطرهم عليها وميزهم بها. وباسم كل الأشخاص ذوى الإرادة الصالحة فى كل بقاع المسكونة. باسم الله وباسم كل ما سبق يعلن الأزهر ومن حوله المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها، والكنيسة الكاثوليكية، ومن حولها الكاثوليك من الشرق والغرب، تبنى ثقافة الحوار دربا، والتعاون المشترك سبيلا والتعارف المتبادل نهجا وطريقا».
تقول الوثيقة بعد المقدمة الطويلة السابقة: «نحن المؤمنين بالله وبلقائه وبحسابه، نطالب أنفسنا وقادة العالم وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمى، بالعمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش المشترك والسلام، والتدخل فورا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حاليا من حروب وصراعات وتراجع مناخى وانحدار ثقافى وأخلاقى».
ثوابت الوثيقة متعددة ومنها أن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو للتمسك بقيم السلام والعيش المشترك. وأن ثقافة التسامح تسهم فى احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية، وأن حماية دور العبادة من معابد وكنائس ومساجد، واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية.
تقول الوثيقة: «إن العلاقة بين الشرق والغرب، ضرورة قصوى لكليهما ولا يمكن الاستعاضة عنها. وأن حقوق الطفل الأساسية فى التنشئة الأسرية والتغذية والتعليم والرعاية واجب على الأسرة والمجتمع.
ومن أهم ما ورد فى الوثيقة ان: «الحرية حق لكل إنسان اعتقادا وفكرا وتعبيرا وممارسة، والتعددية والاختلاف فى الدين واللون والجنس والعرق حكمة لمشيئة إلهية»، وأن الحوار بين المؤمنين يجب أن يتم استثماره فى نشر الأخلاق وتجنب الجدل العقيم. وأن مفهوم المواطنة يقوم على المساواة فى الواجبات والحقوق. وأنه يجب الاعتراف بحق المرأة فى التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية وتحريرها من الضغوط التاريخية والاجتماعية، وكذلك فإن حماية حقوق المسنين والضعفاء وذوى الاحتياجات الخاصة، ضرورة دينية ومجتمعية يجب العمل على توفيرها.
ومن بين أهم ثوابت الوثيقة مواجهة الإرهاب حيث جاء فيها نصا: «إن الإرهاب البغيض ليس نتاجا للدين، حتى وإن رفع الارهابيون لافتاته ولبسوا شاراته، بل هو نتيجة لتراكمات الفهم الخاطئ لنصوص الأديان وسياسات الجوع والفقر والظلم والبطش والتعالى. لذا يجب وقف دعم الحركات الارهابية بالمال أو السلاح أو التخطيط أو التبرير أو بتوفير الغطاء الإعلامى لها. واعتبار ذلك من الجرائم الدولية التى تهدد الأمن والسلم العالميين، ويجب إدانة ذلك التطرف بكل أشكاله وصوره».
تلك هى أبرز نقاط وثيقة الأخوة الإنسانية، وأعود وأسأل السؤال الذى طرحته يوم الثلاثاء: هل الوثيقة قابلة للتطبيق فعلا على ارض الواقع، أم تضاف لأخواتها الكثيرات الموجودات فى ادراج المنظمات الهيئات والمؤسسات الدولية والاقليمية والمحلية؟!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثيقة الأخوة الإنسانية وثيقة الأخوة الإنسانية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 05:05 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف علي توقعات أحوال الطقس في ذمار الخميس

GMT 15:08 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الهومنتمن اللبناني يتأهل لنصف نهائي البطولة العربية للسلة

GMT 05:10 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أفضل 10 أغذية لمكافحة السرطان

GMT 14:43 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

بيومي فؤاد في البرنامج الساخر "أشرف يقدمه أيمن

GMT 11:31 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

غريفيث يزور مسقط غدًا السبت لإنعاش المفاوضات

GMT 23:34 2017 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

بدء عرض مسلسل "الرحايا" على قناة On drama

GMT 13:20 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ريم عرنوق توقع مجموعتها القصصية "حرملك"

GMT 14:15 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

تبادل رفات ضحايا حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران

GMT 20:03 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تعرف على أحكام إخراج زكاة "عيد الفطر"

GMT 00:12 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

العثور على جثث 3جنود شرقي مدينة تعز
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon