آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الشيخة حسينة!

اليمن اليوم-

الشيخة حسينة

بقلم-سليمان جودة

لاتزال السياسة قادرة على أن تُفرق ما يجمع بين أى رفيقين، وعندنا الكثير من الأمثلة، وربما يكون مثال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر هو أقوى الأمثلة.. فلم يكن أحد أقرب إلى عبدالناصر فى تنظيم مجلس قيادة الثورة، وفى تنظيم الضباط الأحرار كله، من عامر.. ولا كان هناك أحد أقرب إلى عامر فى التنظيمين من ناصر.. فإذا بهما فى سبتمبر ١٩٦٧: كل واحد فى طريق، لا علاقة له بطريق الآخر.. وهى قصة طويلة!.

ولا يختلف الحال فى بنجلاديش هذه الأيام عن حال ناصر وعامر فى ستينيات القرن الماضى، ولابد أن كل قارئ لنتائج انتخابات البرلمان التى جرى الإعلان عنها هناك أول هذا الشهر سوف يرى ذلك بوضوح شديد، وسوف تدهشه وجوه الشبه!.

فالانتخابات قد جاءت بالسيدة حسينة واجد على رأس الحكومة للمرة الثالثة على التوالى، بعد أن فاز حزبها بأغلبية كاسحة من الأصوات فى بلد يصل تعداد سكانه إلى ١٦٠ مليون نسمة، غالبيتهم من المسلمين، ويقع على حدود مباشرة مع الهند، وكان فى السابق اسمه باكستان الشرقية!.

والشيخة حسينة هى ابنة الشيخ مجيب الرحمن، أول رئيس للبلد بعد انفصاله عن باكستان الحالية، وفى سنوات سابقة كانت البلاد تعرف سيدتين على رأس الحكومة لا ثالث لهما: الشيخة حسينة والشيخة خالدة ضياء.. وكانت الشيختان تتبادلان الحكم والمعارضة، وكان بينهما تحالف لا ينفصم فى البداية، فلما دارت الأيام دورتها، ولما تداخلت السياسة بينهما، تربعت الأولى على قمة الحكومة، وذهبت الثانية إلى السجن!.

ولم تختلف نهاية الطريق بينهما كثيراً عن خاتمة الطريق الذى مضى فيه عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، فما بينهما كان أقوى مما كان بين حسينة وخالدة.. كان ذات يوم!.

وما كان يوماً بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وفتح الله جولن، رئيس حركة خدمة الإسلامية، أمر شبيه إلى حد بعيد.. فلقد كانا حليفين، وكان طريقهما مشتركاً، وكان هدفهما واحداً، وكان كلاهما يرى فى الآخر رفيق طريق!.

أما الآن، فالأول على رأس الدولة التركية، والثانى فى منفاه فى الولايات المتحدة الأمريكية من عشرين عاماً.. ليس هذا فقط.. ولكن أردوغان لايزال يرى أن جولن كان وراء محاولة الانقلاب التى جرت عليه فى منتصف ٢٠١٦، ولايزال يطالب الإدارة الأمريكية بتسليمه، ولاتزال إدارة الرئيس دونالد ترامب تغازله بالموضوع وتلاعبه، تماماً كما فعلت إدارات أمريكية سابقة مع الرئيس مبارك بالشيخ عمر عبدالرحمن!.

فالحليفان التركيان صارا خصمين لدودين، وصار أحدهما ورقة فى يد الأمريكان يلعبون بها فى كل مناسبة، ويلوحون بها فى وجه أردوغان فى كل محفل!.

وكانت كلمة السر فى الأمثلة الثلاثة، وفى غيرها مما يماثلها، كلمة واحدة هى: السياسة!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيخة حسينة الشيخة حسينة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 18:09 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

10 أسباب رئيسية بسيطة لحدوث الحمل غير المتوقع

GMT 04:58 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

خالد سيدو يلتقي برئيس الغرفة التجارية في عدن

GMT 20:40 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

طريقة إعداد وتحضير كيك الشوكولاته الخفيفة

GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الحارس شريف اكرامي يعلن أن مصلحة الأهلي أهم من نفسه

GMT 20:44 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

بسكوت بالرمان

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 06:08 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

معاناة الأطفال الصغار مع أمهاتهم في سجون أفغانستان

GMT 15:02 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

عاصي الحلاني يتحدث عن أعماله المقبلة في "عين"

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:19 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا تدين التصعيد المروّع للعنف في ميانمار
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon