آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

استباحة المستهلك!

اليمن اليوم-

استباحة المستهلك

بقلم-سليمان جودة

الحملة التى دعت إلى مقاطعة شراء السيارات بدت ناجحة إلى حد ظاهر، ولكن المستهلك فى البلد لابد أن يكون فى يده سلاح آخر، بخلاف سلاح المقاطعة.. لابد من سلاح مختلف فى مواجهة تجار تستبد بهم الرغبة فى تحقيق نسبة من الأرباح غير منطقية بالمرة.. فالمقاطعة بطبيعتها تظل ابنة وقتها، وحصيلتها لا تدوم على المدى الطويل، والالتزام فيها على مستوى كل المستهلكين أمر غير مضمون، لأنها فكرة اختيارية يأخذ بها مواطن هنا ولا يلتزم بها نفسها مواطن هناك!.

ومفهوم أن المقاطعة فى حالة السيارات، وفى حالة كل سلعة أخرى، ليست لأن سعر السلعة فى الأصل لدى منتجها فوق طاقة المستهلك، ولكن لأن الربح الذى يريد الوسطاء تحقيقه فى أثناء عملية البيع فوق قدرة العقل على الاستيعاب!.

ولو أنت حسبت الفارق بين سعر أى سلعة عند خروجها من يد منتجها وسعرها فى لحظة وصولها إلى يد مستهلكها، فسوف تعرف أن الكلام عن أن الربح الذى يستهدفه الوسيط فوق قدرة العقل على الاستيعاب كلام فى محله تماماً، وليس فيه شىء من المبالغة!.

وسوف يدهشك أن نسبة الربح فى سلع ننتجها محلياً ولا نستوردها تصل فى بعض حالاتها إلى 400%‏، ثم إلى ما هو أعلى فى حالات أخرى، وسوف يدهشك أكثر أن تكتشف أن هذه النسبة، مهما كان حجمها، لا يذهب إلى المنتج منها أى شىء.. فكلها من نصيب حلقات ممتدة بين المنتج والمستهلك!.

وأمام وضع من هذا النوع، لا يكتوى المستهلك بالمغالاة فى تحقيق أرباح على حسابه فقط، ولكن المنتج نفسه يفقد الرغبة فى مواصلة مهمته، لأنه لا يجد حافزاً على ذلك، ولأنه يرى عائد جهده فى يد آخرين لم يبذلوا جهداً، وإنما تاجروا فى جهده هو!.

والسلاح المختلف الذى أقصده هو الأجهزة المعنية فى الدولة، وعلى رأسها جهاز حماية المستهلك، الذى يستطيع أن يرفع عن المستهلكين عبء حملات المقاطعة.. إنه يستطيع، لأن الجهاز المماثل فى فرنسا مثلاً يفعل ذلك وأكثر، ولكنه لا يفعله من فراغ!.

فالفعل لصالح المستهلك فى حاجة إلى قانون يمنح الجهاز قدرة على متابعة السوق بجد، وضبط كل مخالف فيه دون فصال، وتوقيع عقوبة رادعة فى حقه دون نقاش.. وعندها سوف يشعر كل مستهلك بأن له ظهراً قوياً يستند عليه، وسوف يرتدع الذين لا يريدون أن ينتهوا إلى مصير التاجر المخالف.. وأظن أن هذه هى قناعة اللواء راضى عبدالمعطى رئيس الجهاز!.

قد يكون جهاز حماية المستهلك لدى الفرنسيين أسبق بكثير على الجهاز المصرى حديث النشأة، ولكن القصة ليست أنه قديم فى باريس، وأنه جديد فى القاهرة.. إنها الإيمان بحق المواطن فى ألا يكون مستباحاً.. حقه فى أن تسعفه حكومته ولا تخذله!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استباحة المستهلك استباحة المستهلك



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 12:33 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

جنجاة تُبيّن القاتل الحقيقي لشقيقتها سعاد حسني

GMT 19:25 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كريم وليد يتوج ببرونزية بطولة العالم للكاراتيه

GMT 07:31 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

نورا سيد تاريخٌ طويل في عالم تصميم الإكسسوارات

GMT 05:32 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" تحذر من اقتراب كويكبين عملاقين من الأرض

GMT 05:30 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

أساليب مكياج دافئة لإطلالة مُميزة في فصل الخريف
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon