آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

إصبع «كومار» وندامة «الكُسَعِيّ»!

اليمن اليوم-

إصبع «كومار» وندامة «الكُسَعِيّ»

بقلم: مشاري الذايدي

هذه الحكاية العجيبة جرت في الانتخابات الهندية العامة التي تتم على سبع مراحل، ويتوقع إعلان نتائجها في 23 مايو (أيار).
الحكاية أن ناخباً هندياً أخطأ في اختيار الحزب الذي يريد التصويت له؛ صوّت للحزب المنافس، فعاقب نفسه بأن قطع إصبعه الذي غمسه في دواة الحبر الموجودة بمقر التصويت.
باوان كومار، وحسب «بي بي سي»، ينتمي لمنطقة بولاندشهر بولاية أوتار براديش الشمالية، وكان يريد التصويت لصالح حزب إقليمي، إلا أنه ارتبك من الرموز الكثيرة الموجودة على آلة التصويت، فقام بالخطأ باختيار حزب «بهاراتيا جاناتا» الحاكم.
يقول كومار: «أردت أن أصوت لصالح رمز (الفيل)، لكنني صوتت لرمز (زهرة اللوتس) عن طريق الخطأ».
الرجل الهندي، الذي عاقب إصبعه بالقطع، ينتمي لطبقة «الداليت»، (طبقة المنبوذين) سابقاً، مؤيدة لحزب «بهاوغان ساماغ»، الذي كان يريد كومار التصويت له لكنه أخطأ وارتبك. مع تأثري لفقدان كومار إصبعه الفقيد الغالي، لكن يجب تقدير هذه الخطوة العقابية الشجاعة من كومار لنفسه، فهو لم ينتظر تأنيب أحد، بل قام بالمهمة من تلقاء نفسه، على طريقة الفنان الهولندي الشهير فان غوخ، الذي قطع أذنه بقرار واعٍ فردي. سألت نفسي، كم من إصبع عربي، ومسلم، يحتاج إلى طريقة كومار في التعامل؟
من اختار التصويت للقتلة والمتطرفين والفاسدين الذين بلا قضية عامة، إلا قضية مصالحهم الخاصة، كيف يتم التعامل مع إصبعه ويده التي أدلت بصوتها في هذا البلد العربي أو المسلم هنا أو هناك؟
كيف سيتعامل كومار الآخر، كومار العربي والمسلم، مع من قادته غريزته الطائفية أو العرقية، أو أوهامه العقائدية لترفيع أناس من سقط القوم إلى المقعد النيابي أو البلدي، أو حتى أقل من ذلك انتخابات نقابية أو قروية، ناهيك طبعاً عن الاقتراعات الرئاسية؟
من أوصل محمد مرسي العياط لعرش مصر، ورفاقه لرئاسة برلمانها وأغلبيته؟ من انتخب الحوثي، رغباً لا رهباً، ثم ندم بعد ذلك، في قرارة نفسه: «ولات حين مندم».
قصة ندامة «الكُسَعِيّ» من القصص القديمة، خلاصتها أن أعرابياً رعى شجرة نادرة، واعتنى بها، ليجعل من عودها قوساً صلباً متيناً، وبعد تعب ورعاية استخرج العود وصنع القوس ورمى به الصيد، فرأى سهمه يحدث شرراً، وأعاد الكرة مراتٍ، فحدث الأمر نفسه، وظن أنه أخطأ، فغضب وكسر قوسه ونام، وعندما استيقظ في الصباح سار قليلاً باتجاه الأهداف التي كان يرميها ليلاً فوجد الظباء مضرجة بدمائها، فندم ندماً شديداً على كسره قوسه، فضُرب به المثل في الاستعجال ثم الندم.
في مضرب المثل استعار شاعرنا الفرزدق هذه الحكاية حين استعجل بتطليق زوجه النوار:
ندِمْتُ ندامةَ الكُسَعِي لمَّا غدتْ مِنّي مُطَلَّقَةً نَـوَارُ
وكانت جَنّةً فخرجتُ منها كآدمَ حِينَ أخرجهُ الضِّرَارُ
وَكُنْتُ كفاقئ عَيْنَيْهِ عمداً فأصبح ما يُضِيءُ له النّهارُ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصبع «كومار» وندامة «الكُسَعِيّ» إصبع «كومار» وندامة «الكُسَعِيّ»



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 18:09 2018 السبت ,03 شباط / فبراير

10 أسباب رئيسية بسيطة لحدوث الحمل غير المتوقع

GMT 04:58 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

خالد سيدو يلتقي برئيس الغرفة التجارية في عدن

GMT 20:40 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

طريقة إعداد وتحضير كيك الشوكولاته الخفيفة

GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الحارس شريف اكرامي يعلن أن مصلحة الأهلي أهم من نفسه

GMT 20:44 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

بسكوت بالرمان

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 06:08 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

معاناة الأطفال الصغار مع أمهاتهم في سجون أفغانستان

GMT 15:02 2016 السبت ,02 إبريل / نيسان

عاصي الحلاني يتحدث عن أعماله المقبلة في "عين"

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:19 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا تدين التصعيد المروّع للعنف في ميانمار
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon